نجحت حملة خيرية أردنية في جمع تبرعاتٍ، وصلت إلى نحو مائة ألف دينار أردني (143 ألف دولار)، عبر اليوم المفتوح الذي نظمته الجمعية العربية لحماية الطبيعة، بالتعاون مع إذاعة محلية في العاصمة عمّان.
وتسعى حملة "ازرع صمودك" إلى جمع التبرعات لحفر سبع آبار، وزراعة 15 ألف شجرة في القدس، من أصل ثلاثين ألف شجرة تخطط لزراعتها في قرى المدينة المقدسة وقطاع غزة. وذلك لما يعانيه المقدسيون من اقتلاع قوات الاحتلال الإسرائيلي يومياً أشجارهم وتجريف أراضيهم، وتهديدهم بسلبها على حساب توسيع المستوطنات.
وتوافد مئات الأردنيين إلى مقر إذاعة "حسني إف أم" في عمّان، بهدف تقديم التبرعات لمصلحة الحملة، كما استقبلت الإذاعة اتصالات عديدة عبر الأثير لجمع التبرعات وإعلانها وتحفيز المستمعين والجمهور على المشاركة.
وقال منسق الحملة في الجمعية العربية لحماية الطبيعة، المهندس محمد قطيشات، لـ"العربي الجديد"، إن تكلفة زراعة الشجرة الواحدة في القدس تساوي خمسة دنانير أردنية (7 دولارات)، بينما تبلغ تكلفة إنشاء المتر المكعب الواحد من البئر 50 ديناراً أردنياً (70 دولاراً)، وحققت الحملة نصف هدفها، وستعمل على إنجازه كاملاً في العام الجاري.
وشدّد قطيشات على أن زراعة الشتلات رسالة صمود وثبات، في وجه الكيان المحتل الذي يواصل قطع الأشجار وجرف الأراضي الزراعية لبناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية.
وقال إن الحملة تقام كل سنة منذ 16 عاماً، ويتم التنسيق مع الجمعيات الخيرية والمزارعين داخل فلسطين لتوزيع الشتلات وزراعتها بشكل منظم، والابتعاد عن العشوائية في الزراعة، بالإضافة إلى دور وزارة الزراعة الأردنية في المساهمة بالحملة، باعتبارها جهة رسمية أردنية داعمة لمثل هذه الأنشطة.
وتركّز الحملات على الأراضي الأكثر عرضةً للمصادرة من الحكومة الإسرائيلية، وتلك التي تتعرّض لهجمات مستمرة من المستوطنين والجرافات الإسرائيلية.
وتمكّنت الجمعية العربية لحماية الطبيعة عام 2017، من خلال حملة "ازرع صمودك"، من زراعة 25646 شجرة مثمرة في 25 قرية في محافظة القدس، مستهدفة 1284 دونماً تعود ملكيتها إلى 989 مزارعاً يعيلون أسراً عدد أفرادها 6438 فرداً، بالإضافة إلى إنشاء سبع آبار تجميعية.
وأوضح قطيشات أن إنشاء المنظمة جاء في ظل ما تواجهه البيئة من تحديات وأخطار متزايدة، وخصوصاً ما تتعرّض له نتيجة للصراعات والحروب والاحتلالات، وقد دفع ذلك إعلان تأسيس العربية لحماية الطبيعة في شهر إبريل/ نيسان من عام 2003 منظمة غير ربحية، بهدف المساهمة في الجهود المبذولة لحماية البيئة، والتنسيق مع الهيئات والمنظمات العربية والدولية المعنية.
وقال مدير إذاعة "حسني إف أم" حسام غرايبة إنه يجب الانتقال من دائرة الاهتمام إلى دائرة التأثير. وأضاف "نستطيع، ولو بالقليل، أن نساعد الفلسطيني على أن يصمد ويصبر، ويثبت في أرضه، وهو ما تهدف إليه هذه الحملة".
وقالت الإعلامية أسما رجا إن الحملة تأتي في وقت تتعرض فيه القدس المحتلة إلى مشاريع تستهدفها، وتستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وفي وقت يتعرّض فيها الفلسطيني، والمقدسي خصوصاً، إلى تضييق عليه في تحركاته ورزقه، معتبرةً أن أبسط أنواع المقاومة للمحتل تثبيت المقدسيين والمزارع الفلسطيني في أرضه، وزيادة تمسّكه بمحاصيله وأشجاره.
وأكدت أن الحملة نجحت بهبة الشعب الأردني ووقفتهم إلى جانب إخوانهم في الأراضي الفلسطينية، وهي أكبر رد على كل المؤامرات التي تحاك ضد المدينة المقدسة.