وأعلنت مصادر طبية وأمنية عراقية مقتل 50 شخصاً، وإصابة ما لا يقل عن 90 آخرين باعتداء إرهابي، أعقبه تفجير سيارة مفخخة استهدف مطعماً غرب محافظة ذي قار، جنوب بغداد، على الطريق الرابط مع البصرة، تلاه تفجير سيارة مفخخة على حاجز أمني قريب.
وبينت المصادر أن من بين الضحايا مدنيون إيرانيون في حصيلة أولية مرشحة للارتفاع في واحد من أعنف الاعتداءات الإرهابية جنوب العراق، منذ ما يقرب من عام ونصف العام.
وقال مسؤول في جهاز الشرطة العراقية في ذي قار، لـ"العربي الجديد"، إن "أربعة مسلحين يستقلون سيارتين هاجموا مطعم (فدك) السياحي على الطريق الرابط بين ذي قار والبصرة، وقاموا بإطلاق النار على الموجودين داخل المطعم ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من الموجودين من بينهم سياح دينيون من إيران".
وأضاف أنه "بعد الهجوم اتجه المسلحون ليفجروا إحدى السيارات على حاجز أمني قريب من المطعم كان يضم عشرات المدنيين المصطفين بسياراتهم لغرض التفتيش"، لافتاً إلى أن الحصيلة بلغت 140 قتيلاً وجريحاً بينهم ما لا يقل عن 20 إيرانياً، وهي قابلة للزيادة بسبب خطورة حالات الجرحى الذين تم توزيعهم على عدة مستشفيات.
بدورها، قالت دائرة الصحة في محافظة ذي قار، إنها "تسلمت 50 قتيلاً و87 مصاباً حتى الآن جراء الهجوم الإرهابي المزدوج".
وأضافت الدائرة، في بيان تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، أنها "استنفرت جميع طواقمها الطبية بعد الاعتداء لاستقبال الضحايا".
في المقابل، أعلن "داعش" مسؤوليته عن الاعتداءين. وجاء في بيان نشرته وكالة "أعماق" للأنباء التابعة للتنظيم، أن "الهجمات نفذها مقاتلون انتحاريون استهدفوا مطعماً ونقطة تفتيش مما أدى إلى سقوط "عشرات القتلى من الشيعة".
وبحسب الخبير الأمني، علي البدري، فإن التدهور الأمني الذي تشهده المدن العراقية، خلال الأيام الماضية، يعود للخلافات السياسية العميقة، مبيناً أنّ "الجماعات الإرهابية تستغل الخلافات السياسية من أجل تنفيذ مخططاتها".
ودعا البدري، في حديثٍ مع "العربي الجديد"، الحكومة العراقية، إلى الالتفات لمسألة حفظ الأمن حتى في المدن البعيدة عن سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، معبراً عن تخوفه من احتمال تزايد أعمال العنف كلما اقترب موعد الانتخابات.