وعبر نحو 130 ألف سوري الحدود لقضاء عطلة العيد في بلادهم، حسب تصريحات وزير الجمارك التركي، بولنت توفنكجي، وتشكل عطلة العيد لغالبية السوريين في تركيا فرصة للقاء أقاربهم ولو لفترة مؤقتة.
وتؤكد أمّون (65 سنة)، التي تقيم في تركيا منذ ثلاثة أعوام، أن "العيد فرصة لرؤية أحفادي وبناتي في بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي، وأترقب العيد بفارغ الصبر لأقضي فترة لا بأس بها تصل أحيانا إلى شهر كل عام، قبل عودتي إلى بقية أفراد العائلة في جنوب تركيا".
وتضيف لـ"العربي الجديد": "لم يبق من العمر الكثير، والفرحة لا تكتمل دون لقاء الأهل في سورية. العيد هو المتسع الوحيد لسهولة العبور خلاله، وأتمنى أن يجتمع الكل في بيت العائلة كما اعتدنا سابقا، وأن أرى الأحفاد يلعبون أمامي، وأن تعود الفرحة التي غابت لأعوام".
وتوضح خديجة الحسين، من مدينة حمص، لـ"العربي الجديد"، أنها المرة الأولى منذ أربعة أعوام التي تعود فيها إلى سورية لرؤية أقاربها، بعدما هجروا من ريف حمص الشمالي، مضيفة أنها فرحة بأول لقاء جمعهم منذ الخروج من حمص باتجاه الريف الشمالي.
وأكدت أنها ستمضي كل الوقت المتاح معهم لتعوض الأعوام التي عاشتها من دونهم، وخاصة والدها ووالدتها.
وتصف خديجة عطلة العيد هذا العام في سورية، باعتبارها أكبر هدية منذ دخولها تركيا، "في إسطنبول الوقت ليس ملكي مطلقا وإنما يمضي في العمل أو الطريق، والعيد ليس له بهجة العيد في سورية".
ويؤكد سليم عمّار (53 سنة)، لـ"العربي الجديد"، أنه استغل عطلة العيد لرؤية أول حفيد له بعدما عاد إلى بلدته في ريف حلب الغربي مع زوجته، "سعيد جدا بحفيدي الذي بلغ من العمر أربعة أشهر، وأعيش أجواء العيد كما اعتدت سابقا بين الأهل والجيران. بعد صلاة العيد عدت إلى المنزل لأجهز القهوة العربية كما اعتدت في السابق، واستقبلت الزوار، حسب التقليد الذي غاب عني أخيرا، فلم أكن أهتم في تركيا بالعيد وطقوسه، كوني أعمل مدرسا في منطقة ليس فيها كثير من السوريين وأصدقائي الأتراك قلة فيها".
ويصف كمال (34 سنة)، أن "عطلة العيد، والتسهيلات التركية للعبور باتجاه سورية، هي فرصة أستغلها دائما منذ وصولي إلى تركيا، هي فرصة للقاء الأهل والأقارب، وهذه المرة قررت الدخول قبل عيد الفطر بفترة أطول. الزيارة تصبح أسهل عاما بعد عام، وهذه المرة هي الرابعة التي أعود فيها خلال عطلة العيد".
ويشير كمال إلى أن "هذه الزيارات التي تتيحها تركيا للسوريين جيدة، وعسى أن تفعلها بقية البلدان التي تستضيف السوريين، مثل لبنان والأردن، راجيا أن تتبع هذه الدول النموذج التركي".