ويؤكد مسؤول العلاقات العامة في "فيلق الشام"، (أحد أكبر فصائل المعارضة المشاركة في معركة ريف حماة)، أحمد الأحمد، لـ"العربي الجديد"، نجاح فصائل المعارضة، أمس السبت، في استهداف مقر العمليات العسكرية لقوات النظام والخبراء الروس في ريف حماة والموجودة على حاجز المداجن، الواقع شمال مدينة طيبة الإمام، في ريف حماة الشمالي، من خلال صواريخ فوزديكا، لتحقق الفصائل إصابات مباشرة في مقر العمليات.
واستهدفت الفصائل المسلحة، بحسب الأحمد، تجمعات قوات النظام في قرية المغير، وكرناز بقذائف الدبابات والمدفعية الثقيلة وصواريخ C7 المضادة للدروع. كما دمّرت عناصر المعارضة مدفعا من عيار 23 مليمتراً على جبهة الصوامع شرقي مدينة كفرنبودة، ودمّرت دبابة لقوات النظام في قرية أم حارتين شرق بلدة معان في ريف حماة الشمالي، بالتزامن مع تعرض مدينة اللطامنة والأراضي الزراعية التابعة لمدينة مورك، وبلدة كفرنبودة، وقرية عطشان في ريف حماة الشمالي لقصف من الطيران الحربي. ويشير مسؤول العلاقات العامة، إلى أنّ الطائرات الروسية والنظامية، شنّت حملة قصف غير مسبوقة على مناطق ريف حماة الشمالي، التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، أمس الأوّل الجمعة، لكنّها لم تتمكّن من إجبار المعارضة على التراجع.
ورصد نشطاء ميدانيون، 148 غارة جوية روسية على نقاط تمركز المعارضة، بالإضافة إلى إلقاء مروحيات النظام السوري 70 لغماً بحرياً و14 برميلاً متفجراً. كما استهدفت الطائرات النظامية والروسية، مراكز المعارضة بأربعة صواريخ فراغية وقنبلة عنقودية، وترافق كل ذلك، مع قصف عنيف من مدفعية قوات النظام وراجمات صواريخها.
ويوضح الأحمد أنّ الاشتباكات مستمرة بين المعارضة المسلحة وقوات النظام في محيط قرية عطشان في ريف حماة الشمالي الشرقي، إذ تحشد قوات النظام رتلاً يضم 25 دبابة، الأمر الذي دفع المعارضة وخصوصاً فصائل الجيش الحر إلى تعزيز المنطقة لمواصلة التصدي لقوات النظام.
وتسببت محاولات قوات النظام الفاشلة، لاقتحام مناطق سيطرة المعارضة بخسائر كبيرة، إذ فقدت قوات النظام، أمس الأول الجمعة، عشر مدرعات، إثر استهدافها بصواريخ المعارضة المضادة للدروع، بعد يومين فقط من خسارة قوات النظام لثماني عشرة مدرعة على جبهات القتال نفسها، التي تتمسك بها المعارضة في ريف حماة الشمالي.
وتورّطت قوات النظام مستغلة الدعم الروسي الجوي، في فتح ست جبهات قتال في الوقت عينه، ضد الفصائل التي نجحت حتى الآن، في تنظيم صفوفها والتصدي لقوات النظام على جميع جبهات القتال، على الرغم من استمرار الغارات الروسية على مقراتها، والتي كان آخرها استهداف مقر الفرقة 13 التابع للجيش الحر، قرب مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، الأمر الذي أدى إلى تدمير المقر والآليات الموجودة فيه، ومقتل أحد حراسه وإصابة آخرين، بحسب ما أعلن قائد الفرقة، المقدم أحمد السعود، على صفحته الخاصة عبر فيسبوك.
اقرأ أيضاً: المعارضة تكسب الجولة الأولى من معركة الشمال السوري
وجدّدت الطائرات الحربية الروسية، ظهر أمس السبت، قصفها لمناطق تمركز فصائل المعارضة في جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام وحلفائها، والمعارضة، في محيط قرية كفردلبة في ريف اللاذقية الشمالي، التي تتمتع بأهمية استراتيجية، نظراً لإشرافها على وديان تحيط ببلدة سلمى، التي تسيطر عليها المعارضة، والتي تسعى قوات النظام إلى الالتفاف حولها، قبل محاولة السيطرة عليها.
كما جدّدت الطائرات الحربية الروسية غاراتها على مناطق في بلدتي كفرزيتا واللطامنة في ريف حماة الشمالي، وتواصل قصف قوات النظام المدفعي والصاروخي لمناطق في قرى الزيارة والمنصورة والقاهرة في سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي.
وفي نظرة شاملة للتطورات الميدانية في الأيام الـ12 الماضية، لم تتمكن روسيا من خلال تأمينها غطاءً جوياً لقوات النظام، من الدفع بالأخيرة للتقدم على حساب المعارضة المسلحة، إلّا أن التدخل الروسي المباشر تسبب بتصعيد كبير وغير مسبوق في المواجهات المسلحة بين الطرفين، الأمر الذي سيؤدي إلى استنزاف كبير لقوات النظام في الأيام المقبلة، إذا ما استمر صمود المعارضة على جبهات القتال التي تدافع عنها، بحسب مراقبين.
وتكتسب فصائل المعارضة المزيد من الثقة، يومياً، مع نجاحها المستمر في إفشال هجمات قوات النظام، محافظة على وضعها الميداني، بالاستفادة من خبرتها العالية، التي باتت تمتلكها في استخدام الصواريخ المضادة للدروع، ليبقى التفوق الجوي الذي يملكه النظام وحلفاؤه، العامل الأبرز الذي سيعوّل النظام عليه في كسر شوكة المعارضة، بانتظار حصول الأخيرة على تجهيزات أميركية جديدة تساعدها على مواصلة الحسم ميدانياً.
اقرأ أيضاً: النظام يفشل باستعادة تلال مطلة على أتوستراد دمشق-حمص