وتعهدت واشنطن، ضمن ما يمثل خطة تصعيدية للتعامل مع إيران بعد الانسحاب من الاتفاق النووي، بفرض عقوبات "قد تكون الأقوى في التاريخ" على طهران، التي تتهمها بزعزعة استقرار الشرق الأوسط والسعي إلى الحصول على سلاح نووي، كما تنتقد برنامجها للصواريخ الباليستية، مطالبة إياها بالخروج من سورية، والتوقف عن دعم ما تصفها بالمجموعات الإرهابية، كـ"حزب الله" وحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي".
وفي إطار كلمة كانت مرتقبة اليوم لتحديد السياسة الأميركية الجديدة تجاه إيران بعد انسحاب بلاده من الاتفاق النووي، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن واشنطن ستمارس ضغطاً مالياً غير مسبوق على إيران، وأنها ستفرض عليها عقوبات قد تكون الأقوى في التاريخ، مطالباً إياها بإخراج قواتها من سورية.
وقال بومبيو، في كلمة ألقاها بمعهد "هيريتيج"، إن بلاده ستتعقب "شركاء إيران في المنطقة، وستقضي عليهم"، واصفاً العقوبات بأنها "ستزداد إيلاماً إذا لم تغير إيران سلوكها"، وأنها "لن تخفف قبل أن ترى واشنطن تحولاً ملموساً في السياسات الإيرانية".
وحدد بومبيو 12 شرطاً للتوصل الى "اتفاق جديد" مع إيران مع مطالب أكثر صرامة حول "النووي"، ووضع حد للصواريخ الباليستية والتدخل الايراني في النزاعات الشرق أوسطية.
وأكد وزير الخارجية الأميركي، أنه سيعمل مع البنتاغون والحلفاء في المنطقة "لردع أي عدوان إيراني".
وتطرق بومبيو إلى الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الموقع مع إيران في العام 2015، فاعتبر أن هذا الانسحاب حصل "ليرتاح العالم من الاتفاق"، واصفاً إياه بـ"السيئ للولايات المتحدة وأوروبا والعالم". وقال إن أي "اتفاق جديد" مع إيران "يجب أن يضمن منعها من الحصول على السلاح النووي"، محملاً الشركات التي ستستمر في التعامل مع إيران مسؤولية أفعالها.
كما اتهم وزير الخارجية الأميركي إيران بتنفيذ "اغتيالات سرية" في أوروبا، من دون أن يكشف عن تفاصيل إضافية بهذا الصدد.
وتوجه بومبيو إلى النظام والمسؤولين في إيران قائلاً: "لتعوا أن تصرفاتكم الحالية ستقابل بكل حزم"، معتبراً أنه ينبغي عليهم "تحسين معاملتهم لمواطنيهم والكفّ عن تبديد ثروة إيران في الخارج".
ورداً على خطاب بومبيو، قال مسؤول إيراني كبير، بحسب ما نقلت عنه وكالة "رويترز"، إن التصريحات الأميركية "تثبت سعى واشنطن لتغيير النظام في إيران"، معتبراً أن "الولايات المتحدة تسعى لإرغام طهران على الإذعان لضغوطها".
من جهتها، اعتبرت موسكو أن تصريحات واشنطن حول زيادة الضغط على إيران قد تقود إلى تشديد مواقفها في الملفات الإقليمية.