100 ألف سوري يحبسون أنفاسهم بالوعر: التسليم أو الإبادة

08 ديسمبر 2016
الوعر آخر معاقل المعارضة في حمص (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

يحبس 100 ألف مدني محاصر في حي الوعر في مدينة حمص أنفاسهم، بسبب إصرار النظام السوري على إجراء "تسوية شاملة" تعيد سطوته عليه وفق شروط مجحفة، مهددا بشنّ حملة عسكرية تطاول المدنيين في حال رفضها.

ويقبع سكان الوعر المحاصر، الذي يعتبر آخر معاقل المعارضة في حمص وسط البلاد، في الملاجئ، في حالة مأساوية، نتيجة انتشار الجوع، وفي انتظار تنفيذ النظام لوعيده بممارسة القصف العشوائي على المناطق السكنية، في وقت ترفض فيه الهيئة التي تسيطر على الحي إلى الآن تسوية بالشروط المجحفة التي يطرحها النظام، وخاصة ما يتصل بملف المعتقلين.

وقالت مصادر مطلعة من الحي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الهدنة الأخيرة انتهت في الساعة الثانية أمس الأربعاء، إلا أن الهدوء مازال يسود الحي"، لافتة إلى أن "الاتصالات مازالت تجري بين لجنة المفاوضات وممثلي النظام بشكل مكثف، في الوقت الذي يصر النظام على إجراء تسوية شامله في الحي مشابهة لتسوية التل وخان الشيح في ريف دمشق".


وبيّنت المصادر أن "مستقبل الوعر غير واضح إلى اليوم، إذ مازالت المفاوضات جارية إلى الآن، فيما الفصائل المسلحة المعارضة في حالة ترقب واستعداد، بعدما استطاعت الصمود في ظل حصار استمر لنحو 4 سنوات، وخاصة أنها تعتبر مسؤولة عن تأمين احتياجات نحو 100 ألف مدني، من مواد غذائية وطبية وغيرها".

ورأت المصادر أن "الوعر، كغيره من المناطق المعارضة في دمشق وريفها وحلب، ترك وحيدا في مواجهة الآلة العسكرية للنظام ورسيا وإيران، وآلاف المليشيات الموالية، ليلقى مصيره على مرأى المجتمع الدولي، الذي يكتفي بالدعوة لوقف الأعمال العدائية، وتسجيل الفشل تلو الفشل، خاصة في مجلس الأمن المشلول عن القيام بمهامه جراء "الفيتو" الروسي والصيني، المستعد دائما لإحباط أي تحرك ذي صلة بالشأن السوري، حتى على الصعيد الإنساني".

ويرى ناشطون أنه في حال استطاع النظام فرض التسوية وفق شروطه على حي الوعر، فسيتوجه آلاف من المحاصرين إلى ريف حمص الشمالي، بعدما أصبح الطريق إلى إدلب، التي يصرّ النظام والروس على جمع كل من يرفض تسويات الرضوخ داخلها، غير ميسر جراء القصف المتواصل.


         

المساهمون