يرتبط شهر رمضان في أذهان أكثر الناس بالطعام، الذي يزداد استهلاكه خلال هذا الشهر عن المعدلات الطبيعية، رغم أن الحكمة من الصيام عكس ذلك. فهو يمثل فرصة لأجهزة الجسم، لا سيما الجهاز الهضمي، للراحة والتخلص من السموم الزائدة فيه.
ولكن للأسف يلجأ الكثيرون لاتباع أنظمة غذائية تزيد الحمل والإجهاد لأجهزة الجسم، بالإفراط في تناول الطعام عند الإفطار، مما يؤدي إلى حدوث ارتباك للجهاز الهضميي، مصحوبا بتلبك معوي وعسر هضم وانتفاخ، وكذلك الشعور بالأرق والنعاس، فعند ملء المعدة بالطعام يزداد تدفق الدم للمعدة بنسبة 10 في المائة، وذلك لإتمام عملية الهضم وامتصاص الغذاء، ويقل تدفق الدم للمخ.
لذا، فمن الضروري اتباع نظام غذائي في رمضان حتى نخرج منه أصحاء، ونحقق الفائدة التي أرشدنا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم "صوموا تصحوا".
* الإفطار وما بعده
ويبدأ هذا النظام بوجبة الإفطار، وننصح فيها بما يلي:
1- أن تكون على مرحلتين.. المرحلة الاولى تبدأ بعد أذان المغرب مباشرة، وفيها يتم تناول ثلاث تمرات مع نصف كوب ماء فاتر أو لبن، ثم الراحة لمدة عشر دقائق إلى ربع ساعة، والتى يمكن استغلالها في أداء صلاة المغرب، وذلك لإعطاء الفرصة للمعدة بإفراز العصارة المعوية لبدء عملية الهضم، بعد خلوها من الطعام لفترة طويلة.
2- كذلك، فإنّ التمر يحتوي على سكريات أحادية، مما يسهل امتصاصها بسرعة ويرفع نسبة السكر في الدم، ويدفع الجوع عن الصائم، وكذلك يحتوي التمر على الألياف التي تقي من الإمساك.
3- ثم تبدأ المرحلة الثانية بتناول وجبة الإفطار، التي ينبغي أن تتضمن جميع العناصر الرئيسية للتغذية، وهي الكربوهيدرات والدهون والبروتينات، وكذلك الفيتامينات والأملاح المعدنية والماء.
4- يفضّل أن يحتوي الإفطار على طبق السلطة، الغني بكثير من الأملاح والفيتامينات والمعادن والألياف المهمة لعملية الهضم، كما أن طبق السلطة يحتوي على نسبة قليلة من السعرات الحرارية.
5- تناول اللحوم مشوية أو مسلوقة، فالتحمير يزيد صعوبة هضمها ويقلل قيمتها الغذائية، كما ينصح الصائم بتجنب المواد الدهنية التي تعيق الهضم، ويمكن أثناء الإفطار تناول كوب إلى كوب ونصف من الماء الفاتر.
6- يفضل تناول الشاي أو القهوة بعد ساعة ونصف أو ساعتين من الإفطار، لأن الشاي يقلل امتصاص الحديد.
7- يمكن في الفترة التي تلي صلاة التراويح، تناول بعض الفاكهة الغنية بالماء، مثل البطيخ والكنتالوب أو العصائر الطبيعية مع قليل من الحلوى.
* وجبة السحور
ثم تأتي وجبة السحور، ونظرا لأن فترة الصوم تمتد لأكثر من 16 ساعة، فيجب مراعاة أن تكون وجبة السحور:
8- عالية السعرات الحرارية، لتمد الجسم بحاجته من الطاقة طوال فترة الصوم، وسهلة الهضم وتتضمن عناصر مفيدة، وذلك كالتمر المنقوع في الحليب، أو الماء أو شرب كوب حليب مُحلى بالعسل بالإضافة إلى الخبز.
9- أن تتضمن الخضروات التي تحتوي على نسبة عالية من الماء، مثل الخس والخيار، فهي تساعد الجسم على الاحتفاظ بالماء فترة طويلة، وتقلل من الشعور بالعطش، كما يفضل في وجبة السحور أن تحتوى على الفول المدمس، وذلك لاحتوائه على نسبة عالية من البروتين الذي يستغرق هضمه فترة تصل إلى 8 ساعات، لذا يعطى الإحساس بعدم الجوع خلال النهار.
10- يحذر في وجبة السحور، من تناول الأغذية المالحة مثل المخللات، أو الحلويات مثل الكنافة والقطائف، وكذلك الأطعمة الدسمة أو المقلية.
وذلك لأن هضمها يحتاج لكمية كبيرة من الماء، وبالتالي تسبب العطش الشديد أثناء النهار.
اقرأ أيضاً: 5 أضرار متوقعة للصيام.. ونصائح للوقاية
اقرأ أيضاً: 12 نصيحة للصيام الصحي في الصيف