‏"نيويورك تايمز": شهية نظام السيسي لممارسة القمع في تزايد

10 نوفمبر 2015
دعوات للدول الغربية للضغط على السيسي لوقف القمع (أ.ف.ب)
+ الخط -
دانت افتتاحية صحيفة "نيويورك تايمز" إقدام السلطات الأمنية على استدعاء الصحافي والناشط، حسام بهجت، للمثول أمام ‏المخابرات الحربية في القاهرة، مشيرة إلى أن مثل هذه الخطوة كانت منذ وقت طويل تؤرق بال الأشخاص الذين يوجهون انتقادات ‏للنظام بمصر، بما أنها في الغالب تؤدي إلى الزج بهم داخل متاهات نظام قضائي منحرف، حسب ما ورد في الصحيفة.‏


كما أبرزت "نيويورك تايمز" أن بهجت قضى ليلته الأولى قيد الحراسة، ليتم إخبار محاميه لاحقا بأنه سيظل رهن ‏الاعتقال لأربعة أيام أخرى لمعرفة إن كان سيتم تقديمه للمحاكمة بسبب نشر معلومات تم الادعاء بأنها تهدد الأمن القومي.‏

إلى ذلك، شددت افتتاحية الصحيفة الأميركية على أن الاعتقال التعسفي للمدنيين في مصر، ومتابعتهم أمام المحاكم العسكرية، أصبح ‏ممارسة روتينية في السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أن النظام المصري قام بقمع كافة أشكال التنديد والاحتجاج تحت ذريعة محاربة ‏الإرهاب. وبخصوص حالة الصحافي والناشط بهجت، أوضحت "نيويورك تايمز" أن اعتقاله وإمكانية متابعته أمام محكمة ‏عسكرية يبعث على القلق، ويشير إلى أن نظام عبد الفتاح السيسي يبعث إشارات على أن شهيته لممارسة القمع وعدم رغبته في ‏تلقي أي انتقادات تزداد يوما بعد يوم.‏

كما توقفت الصحيفة عند اعتقال السلطات المصرية، الأحد الماضي، مؤسس وصاحب صحيفة "المصري اليوم"، صالح دياب، ‏واعتبرت ذلك إشارة أخرى إلى نهج النظام المصري ممارسة مزيد من القمع، وذلك بعدما نشرت صحيفته تقارير تنتقد النظام.‏

في المقابل، وجهت "نيويورك تايمز" انتقادات لإدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بسبب تقاعسها عن اتخاذ أي خطوات من ‏شأنها الوقوف في وجه تسلط نظام السيسي. وأضافت أن الكونغرس اختار مواصلة تقديم مساعدات عسكرية تصل قيمتها لـ 1.3 ‏مليار دولار لمصر سنويا، وذلك رغم وجود أدلة واضحة على أن القوات العسكرية المصرية تمارس انتهاكات لحقوق الإنسان ‏من دون أن تطاولها أي متابعة بسبب الحصانة.‏

كما ذكرت الصحيفة أن إدارة أوباما وعددا من الحكومات الغربية حاولت تنبيه النظام المصري إلى ضرورة حماية الحريات ‏الفردية، لكنها أشارت إلى أن هذه المنهجية أثبتت عدم نجاعتها. وتوقفت الصحيفة عند حاجة مصر الملحة للاستثمارات الأجنبية ‏وعدم استعدادها لخسارة العلاقات العسكرية التي تجمعها مع الولايات المتحدة الأميركية. ودعت في هذا الصدد إلى استغلال ‏التجارة والتعاون العسكري كورقة ضغط على النظام المصري لإرغامه على احترام حرية التعبير وما تبقى من مؤسسات ‏المجتمع المدني في البلاد.‏

اقرأ أيضا: السيسي ورجال الأعمال.. لا حرب ولا سلم

المساهمون