يونس محمود لـ"العربي الجديد":"دفعوني إلى الاعتزال..وحصار قطر لم يغير شيئا في حياتي"

01 يناير 2018
يونس محمود يفتح قلبه "للعربي الجديد"
+ الخط -
قاد يونس محمود أحد أفضل أجيال المنتخب العراقي للأمجاد على الصعيدين القاري والدولي، وبالرغم من اعتزاله إلا أنه ما زال حاضرا بقوة في عالم كرة القدم.

يعتبر "السفاح" يونس محمود أحد أساطير الكرة العراقية وأفضل اللاعبين الذين أنجبتهم الملاعب الآسيوية، إذ تمكن من قيادة العراق للوصول إلى دور الأربعة في أولمبياد أثينا عام 2004 ومن ثم الفوز ببطولة كأس آسيا عام 2007 بواسطة رأسيته الشهيرة في مرمى السعودية، والتي وحّدت العراقيين في أتون الخلافات الطائفية التي كانت تمزق البلد آنذاك.

"العربي الجديد" التقت "السفاح" الذي يعمل الآن كمحلل لقنوات "الدوري والكأس" في بطولة كأس الخليج العربي التي يشارك بها منتخبه العراق ويملك حظوظاً قوية للفوز بها للمرة الرابعة، بعدما ظهر بمستوى يؤهله للوصول إلى القمة بالرغم من الأزمات التي يعاني منها هذا الجيل. فكان هذا الحوار..

ما هو رأيك ببطولة الخليج بنسختها الـ 23 في الكويت؟
للأمانة أذهلني مستوى التنظيم الرائع وحسن الضيافة التي قام بها الكويتيون هنا، كما أن حفل الافتتاح وأجواء البطولة إلى الآن تبدو جميلة ومثيرة، وهو ما تعودناه دوماً في كافة بطولات الخليج بنسخها السابقة التي شاركت فيها كلاعب.

ما هي حظوظ المنتخب العراقي في بطولة كأس الخليج 23 من وجهة نظرك؟
أنا متأمل في المنتخب العراقي كثيراً بعد وصوله إلى الدور الثاني، وأعتبره منذ بداية البطولة من المنتخبات المرشحة للبطولة وتشكيلة اللاعبين الموجودة لدى المدرب باسم قاسم جيدة، والمحللون الرياضيون والجماهير العراقية يؤمنون بكوكبة اللاعبين هذه، ولكن مع وجود بعض التدخلات على المدرب والضغوطات التي تحدث عليه من قبل لجنة المدربين والاتحاد، بدأ المدير الفني في التفكير بالاستقالة حسب ما سمعنا في التصريحات، وأتمنى أن ترجع الأمور إلى طبيعتها.

حدثنا عن المستويات الفنية للمنتخبات في هذه النسخة من البطولة؟
بطولات الخليج كعادتها حافلة بالمفاجآت، وفي هذه السنة شهدنا تواجد المنتخب السعودي الرديف بقوة وتقديمه لمستويات متميزة، وكنت أرشحه للوصول إلى الدور نصف النهائي، لكن مباراة عمان الحاسمة أنهت كل أحلامه وبالمجمل فإنه منتخب جيد وعناصره من الشباب ولهم مستقبل، والمنتخب الإماراتي يتمتع بثبات واستقرار في المستوى، أما المنتخب البحريني فإن الظروف خدمته، والمنتخب العماني أثبت نفسه وتأهل من المجموعة الحديدية الصعبة بجدارة واستحقاق كمتصدر لها.

وماذا عن خروج المنتخبين القطري والكويتي؟
خروج المنتخب القطري كان مفاجئاً، لكن السبب يعود إلى الثقة المفرطة التي دخل بها الفريق بعد فوزه الكاسح أمام المنتخب اليمني، وتقدمه بهدف على المنتخب العراقي قبل أن يفاجأ بعودة العراق وقلبه للنتيجة ثم التعادل مع البحرين بهدف لكل منهما، والمهم هو بناء منتخب شاب لكأس العالم التي ستقام في قطر عام 2022، أما المنتخب الكويتي فإن الظروف لم تخدمه بسبب الإيقاف الذي عانته الرياضة الكويتية في خلال سنتين، كما أن مدرب المنتخب اتخذ عدداً من الخيارات القاتلة في التشكيلة والتكتيك.

من ترشح الآن للفوز بالبطولة من المنتخبات الأربعة؟
كل المنتخبات حظوظها متساوية ولكل منها نقطة قوته التي تميزه عن المنتخب الآخر، لكن ترشيحاتي وأمنياتي تصب في خانة المنتخب العراقي، إذ أني أثق باللاعبين وبالجهاز الفني برئاسة باسم قاسم.

تكفلت من خلال قناة الكأس وبرنامج المجلس بسفر المشجع العراقي أحمد كنكن إلى الكويت لتشجيع المنتخب العراقي بعد تأهله إلى الدور الثاني، ما الجديد في موضوعه؟
(يضحك) نعم، أحمد كنكن والكرخي وغيرهم من المشجعين العراقيين يضفون بريقاً على الدورات الرياضية ويدفعون لاعبي المنتخب لتقديم الأفضل لديهم، وأعتقد أن مسألة التكفل بالفيزا الخاصة به وبتذاكر سفره هي جزء من واجبنا الاجتماعي كلاعبين ومشاهير تجاه جماهير شعبنا ومشجعينا، وإن شاء الله الإجراءات ستنتهي قريباً بحسب ما أُخبرت.

قلت إن الفوز على المنتخب الكويتي يحمل طعماً خاصاً بالنسبة لك؟
بالنسبة لي وللعراقيين أيضاً وذلك بسبب المنافسة المحمومة بين المنتخبين الكويتي والعراقي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، حيث كانا هما المنتخبان المتسيّدان في المنطقة، وكانت مستوياتها قوية وجيدة بالمقارنة بمنتخبات المنطقة الأخرى.

ماذا عن اعتزالك اللعب مع المنتخب العراقي خصوصاً أنك قلت إن هذا الاعتزال ترك غصة في قلبك؟
نعم، أُرغمنا على الاعتزال مع الأسف خاصة من الاتحاد العراقي لكرة القدم وبعض الشخصيات النافذة التي أوصت بإبعاد بعض اللاعبين بمساعدة من المدرب السابق، وحسب تصريحات المدرب راضي شنيشل بعد خروجه أنه كان هناك اتفاق بينه وبين الاتحاد العراقي لكرة القدم، حيث طلبوا منه إبعاد يونس محمود بالاسم ولا أعرف إذا كان الإبعاد بسبب "رؤية" يملكها الاتحاد أو لأحقاد شخصية، لكن خلاصة الأمر أن الاعتزال لم يكن خياراً لي بل أجبرت عليه.

ومتى نرى الاتحاد العراقي يسير في الطريق الصحيح؟
إذا سار البلد في الطريق الصحيح، فالمؤسسات الرياضية انعكاس للمؤسسات السياسية.

 وجهت رسالة للجماهير العراقية بما يخص الاحتفالات بالتأهل إلى الدور الثاني عبر إطلاق النار في الهواء؟
للأسف هذه عادة سيئة موجودة عندنا في العراق، وهي إطلاق النار بشكل عشوائي في الشوارع عقب انتصار المنتخب العراقي، وسبق أن وجهنا مناشدة عقب فوزنا بكأس آسيا عام 2007 ونوجهها الآن، إذ أن الفرحة يجب أن تكون محدودة وبأدواتها المشروعة والسلمية، وبحسب ما رأينا في الأخبار فإن هناك أناساً أبرياء قتلوا مع الأسف بسبب التصرفات غير المسؤولة من الجماهير.

 ما هي أهم ذكريات يونس محمود في مشواره الكروي؟
أهم ذكرياتي في المشوار الرياضي لي هي أولمبياد أثينا في اليونان عام 2004 وكأس آسيا عام 2007 والتي فزنا بها، وسجلت هدف الفوز في المباراة النهائية ضد المنتخب السعودي، وفي أثينا كانت مباراة منتخبنا ضد المنتخب البرتغالي هي المحطة المهمة التي فزنا بها، وأعطتنا الثقة للوصول إلى دور الأربعة والاقتراب من الحصول على الميدالية، لولا أن الحظ خذلنا حينها وهذا هو الجيل الذي فاز ببطولة كأس آسيا عام 2007.

أثبت اللاعب العراقي نفسه في الدوريات الخليجية، فمتى نراه يثبت نفسه في الدوريات الأوروبية، وما هي حظوظه في اللعب هناك؟
الحظوظ موجودة وبقوة لأن اللاعب العراقي يتمتع بكافة المهارات والقوى الجسمانية الموجودة عند اللاعبين الآخرين، ولدينا الآن ما يقارب 7 إلى 8 لاعبين يلعبون في الدوريات الأوروبية، ويقدمون مستويات جيدة، وهذا شيء مبشر إلى الآن وفي السنوات القادمة سنرى المنتخب العراقي مليئاً بهم وسيقودونه إلى الفوز بالبطولات المهمة إن شاء الله.

 كيف تقيم تجربة رياض محرز ومحمد صلاح في أوروبا؟
تجاربهم رائعة ومثيرة للاهتمام بلا شك، وأنا سعيد من أجلهما وأتمنى أن يلهموا المزيد من اللاعبين، لكن يجب أن نعرف أن هناك فرقاً بين اللاعبين العراقيين والخليجيين من جهة واللاعبين المصريين والتونسيين والجزائريين (عرب أفريقيا) من جهة أخرى، لأن هؤلاء لديهم قاعدة قوية وأرضية صلبة يستندون عليها في أوروبا بسبب تجارب من سبقهم من اللاعبين، أما نحن فما زلنا في بداية الطريق، إذ أن الاحتراف العراقي في أوروبا بدأ بشكل موسع قبل ثلاث سنوات.

إلى أين وصل موضوع رئاستك لنادي الطلبة العراقي؟
في البداية طلب مني من قبل جماهير نادي الطلبة واللاعبين ومجلس إدارة نادي الطلبة ترؤس النادي، وهناك طموح مني ومن مجلس الإدارة للقيام بهذا المشروع، لكنني ما زلت بانتظار الانتهاء من بعض الإجراءات والأمور القانونية وفور الانتهاء منها سيصبح كل شيء جاهزاً.

كيف تقيم تجربتك في قناة الكأس وبرنامج المجلس تحديداً؟
أنا لست ببعيد عن قناة الكأس ولا عن برنامج المجلس أيضاً، إذ تربطني بهم علاقات قديمة أثناء لعبي في الدوري القطري مدة 10 سنوات، وهذا الشيء أعطاني الجرأة لأكون في البرنامج، خصوصاً وأن فكرته فريدة ولا تشبه الاستديوهات التقليدية التي تدار في نصف ساعة أو ساعة واحدة، بل هو برنامج مفتوح يمتد لمدة طويلة من الساعات ويحتاج إلى الكاريزما والعقلية الرياضية والمخزون الثقافي الرياضي ليمكنك من التواجد والحضور الذهني فيه، وللأمانة فإنني استفدت من هذه التجربة من النواحي المعلوماتية والإدارية واللوجستية، كما أنها مكنتني من الاختلاط بالوسط الإداري في المجال الرياضي.

ماذا عن الحياة في قطر في ظل الحصار؟
أنا أعيش في قطر الآن ولا يوجد أدنى تغيير عما كان قبل الأزمة والحصار، الأمور طبيعية ومستقرة ومستتبة وأستغرب بشدة من الذين يحاولون تغيير الأمور في الإعلام، فالحياة طبيعية ورائعة هنا.

المساهمون