نعم، ثمّة يوم عالميّ للرجل. نعم، احتفل العالم، بعضه، بيوم الرجال الدوليّ قبل أقلّ من أسبوع، وإنّ مرّ التاسع عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني بشيء - لا بكثير - من الخفر.
بلداننا العربيّة على سبيل المثال، لم تشهد أي ارتفاع في أسعار الأزهار ولا انتشاراً لحملات دعائيّة في المناسبة ولا دعوات للمشاركة في فعاليات تحتفي بالرجل. كذلك لم تنشغل المؤسسات فيها ولا الهيئات الحقوقيّة ببعث رسائل نصيّة قصيرة للمعايدة ولم تُصرَف ميزانيات لإطلاق برامج تؤكّد على حقوق الرجل وتنادي بها. ومرّ اليوم مرور الكرام.
لمعالجة قضايا الذكور، صغاراً وكباراً، ولتسليط الضوء على دور الرجل الإيجابي ومساهماته الإيجابيّة في الحياة وفي بناء المجتمع ولتعزيز المساواة بين الجنسَين، كان اليوم الدوليّ للرجال بحسب ما يؤكّد منظّموه. ولعلّ الإضاءة على صحّة الذكور، صغاراً وكباراً، من أبرز أهداف هذا اليوم، الذي تحتفل به منذ عام 1999 أكثر من ستّين دولة حول العالم. من تلك الدول، نذكر أستراليا وفرنسا وكندا والولايات المتحدة الأميركيّة وإنجلترا وألمانيا والنمسا والدنمارك والسويد والنرويج وروسيا والبرتغال وإيطاليا ونيوزيلاندا وهولندا. وللمصطادين في المياه العكرة، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ البلدان المذكورة – وغيرها - تنادي بحقوق المرأة، لا بل هي سبّاقة في الحرص عليها.
إذاً، هي مناسبة للرجال ليحتفلوا بإنجازاتهم ومساهماتهم، لا سيّما في إطار المجتمع والعائلة والزواج ورعاية الأطفال، بحسب ما يوضح المنظّمون الذين لا يغفلون لفت النظر إلى بعض تمييز يطاول الرجل. كيف لا وهو المتّهم دائماً بانتهاك حقوق المرأة، بينما يُسقط مطلقو أو مطلقات الاتهام أنّ النساء يَبرعنَ في انتهاك حقوق المرأة أكثر من سواهنّ.
بالنسبة إلى المعنيّين، لا ضير في الاحتفال بيوم للرجل أسوة بيوم المرأة الذي ينشغل به العالم كله في الثامن من مارس/آذار من كلّ عام، لا سيّما في محاولة للتكفير عما يرتكبه كثيرون بحقّ هؤلاء وفي محاولات للظهور كنابذ للتمييز الذي تعاني الإناث منه. تجدر الإشارة إلى أنّ في حال تجرّأت وعبّرت عن عدم وثوقك بجدوى هذا اليوم وعن قناعة لديك بأنه "فولكلور" ليس إلا، فإنّ الأصابع سوف توجّه صوبك كواحد من مقوّضي حقوق المرأة.
لو عمل كلّ هؤلاء المحتفين بالمرأة حول العالم في "يومها"، للحرص على حقوقها لا سيّما في المساواة، لكانت نساء العالم اليوم المخلوقات الأكثر حظوة على كوكبنا. من هنا، لا ضير في "تملّق" يصيب الرجل هذه المرّة، انطلاقاً من عدم التمييز والمساواة ليس إلا.
اقرأ أيضاً: "مشاريع إرهابيّين"