يوم رشا الأمير.. تحية من الضاد

19 ديسمبر 2018
(رشا الأمير/ العربي الجديد)
+ الخط -

مرّ أمس "اليوم العالمي للغة العربية"، وتعدّدت فيه ككل مناسبة مماثلةٍ الفعالياتُ التي تستعيد مزايا الضاد وموقعها في عالم اليوم، غير أن مثل هذه الأنشطة تركّز في معظمها على قضايا لسانية وجيوسياسية وثقافية، وقلما يجري الالتفات إلى شخصيات تحمل همّ العربية كفعل يومي وليس كمناسبة عابرة، وهو الإطار الذي ارتأته "جمعية السبيل" و"المكتبات العامة لبلدية بيروت" للاحتفال باللغة العربية.

غداً، وبداية من السادسة مساءً، يجري تكريم الكاتبة والناشرة اللبنانية رشا الأمير في "المكتبة العامة لبلدية بيروت" في الباشورة، ضمن "أسبوع اللغة العربية" الذي يُقام بالتوازي مع الاحتفالات بـ"اليوم العالمي للغة العربية".

يتضمّن حفل التكريم كلمة تلقيها الأمير إلى جانب قراءات لمقاطع من روايتها "يوم الدين" (2002)، يؤدّيها الممثلان رفعت طربيه وجوليا قصار، إضافة إلى برنامج غنائي يؤديه الفنان رضا رشعيني من نصوص الشاعر اللبناني الراحل بشارة الخوري.

يأتي تكريم الأمير بعد أسماء أخرى مثل نازك سابا يارد وإيميلي نصر الله وأحمد بيضون، ولعل في تكريمها التفات إلى ما هو أبعد من ممارسة العربية من خلال الكتابة، بل أيضاً عبر النشر؛ حيث يرتبط اسم الكاتبة اللبنانية بـ"دار الجديد"، والتي تقدّم  عبرها مشروع نشر ذا رؤية خاصة للأدب واللغة، حيث لا تكتفي بالخيارات المضمونية بل ترفقها بتصوّرات انتقائية على مستوى الشكل اللغوي والخيارات الأسلوبية والإخراج.

يبدو هذا المشروع منسجماً مع سيرة الأمير نفسها، حيث أنها تتلمذت على يد أسماء ذات مكانة مرموقة مثل عبد الله العلايلي. كما درست الفلسفة والتاريخ في فرنسا التي انتقلت إليها إثر اندلاع الحرب اللبنانية، ومع نهايتها عادت إلى لبنان.

عملت الأمير أيضاً في الصحافة الثقافية في باريس ثم في بيروت، وكان لروايتها "يوم الدين" - التي تفردت فيها بخيار لغوي يعاكس الذائقة اللغوية الراهنة - صدى كبيراً في القراءات، سجالياً بعض الأحيان، وقد بلغت إلى اليوم ستّ طبعات، كما نقلها إلى الإنكليزية المترجم جوناثان رايت، وإلى الفرنسية المفكّر التونسي يوسف الصدّيق. من أعمالها الأخرى: "كتاب الهمزة"، و"في قبرٍ في مكان مزدحم"، و"عود الريحاني إلى العربية" و"البلد الصغير" (والأخير كتبته مباشرة بالفرنسية).

مسيرة رشا الأمير، كاتبةً وناشرةً ومدافعةً عن العربية، تجعل من تكريمها في "يوم العربية" ردّ جميلٍ مستحق لبعض أصحابه.

المساهمون