يوم خرجنا من فلسطين

02 أكتوبر 2014
يتذكر المعارك الشرسة التي حصلت بين المقاومين واليهود(انتصار الدنّان)
+ الخط -

لم يكن الحاج حسن علي عيسى يعرف أنه سيترك فلسطين مهجّراً منها، لاجئاً إلى سوريا ولبنان، ليعيش المأساة بعد أن كان عزيزاً في بلاده.
يتحدّر الثمانيني من بلدة حطين بفلسطين وهجّر منها في العام 1948، جرّاء العدوان الإسرائيلي حيث استقر في مخيم عين الحلوة، في جنوب لبنان.
يروي حكاية خروجه من فلسطين بمرارة وحسرة، ويقول: "لم يكن خروجنا من فلسطين مجرّد نزهة أو رحلة كتبناها، أو بسبب تخاذلنا وعدم صمودنا أمام الاحتلال، لكن خروجنا منها كان بسبب التخاذل العربي، ومؤامراته المتكررة، وقلة السلاح مع المقاومين الفلسطينيين لمحاربة العدو".
يتذكر عيسى المعارك الشرسة التي كانت تحصل بين المقاومين واليهود. من بينها واحدة اسمها معركة" الشّجرة"، حيث استبسلت عائلة الشّهابيّة، واستشهد ثلاثة من أبنائها. يروي: "كنت أحد المقاومين في هذه المعركة، وكنا نضرب طوقاً حول مستعمرة صهيونية، وقمنا بطلب المساعدة من إحدى الدول العربية، كي ترسل لنا طائراتها. لبّت الدّولة طلبنا، وأرسلت طائراتها، لكنها لم تطلق قذائفها نحو المستعمرة، بل أطلقتها على مكان آخر، بعيداً عن المكان الذي حددناه، وعادت أدراجها إلى بلدها من دون أن تقوم بمساعدتنا."
أما عن "جيش الإنقاذ العربي"، فيقول: "كان جيش الإنقاذ يضم عدداّ كبيراً من المسلّحين، من كافّة الأقطار العربيّة، وكان بقيادة فوزي باشا الذي أعطى أوامره للجنود باقتحام مستعمرة، واحتلالها، لكن عملية الاحتلال فشلت، وتم الانسحاب".
يتابع: "خلال المعارك التي كانت تجري على الأرض، كان الباشا يقول لنا أنه يجب أن يكون بين الشخص والآخر مسافة ستة أمتار خلال الهجوم". ويتذكر أنه خلال الهجوم، تقدّمت نحوهم ملالتان، لكن الباشا، قال لهم:" إذا تراجعت الملالتان نحو الخلف، فهذا يعني أنه يجب على الجيش جميعه التراجع إلى الخلف، وعندما تشعرون أنهما انسحبتا، انسحبوا".
بحسرة يكمل كلامه: "بعد المعارك التي لم تكن متكافئة بالعتاد بيننا وبين العدو الإسرائيلي، استطاع العدو احتلال فلسطين، وبعدها بدأت رحلتنا الجديدة مع الأسى واللجوء. خرجنا من فلسطين متوجهين نحو لبنان. ذهبنا إلى قرية بنت جبيل ومن ثم إلى مدينة صور، ووصلنا إلى محطة القطار. ركبنا القطار متوجهين إلى حماه في سوريا حيث بقينا فيها مدة أسبوع، عانينا فيه ما عانيناه من الذل والحرمان، وبعدها قررنا العودة إلى لبنان، وإلى مخيم عين الحلوة بالتحديد".
يختم عيسى بكثير من المرارة: "سكنّا المخيّم، بعد أن كنّا أعزاء في بلدنا فلسطين".
المساهمون