يوميات مواطن مصري

13 مايو 2015
+ الخط -
كان حودة الزفر، أحد سائقي سيارات نقل الركاب، كعادته دائم الصياح بأن الناس لم تعد تستطيع العيش، وحتى رغيف العيش المدعم كله مسامير وورق جرايد أصفر من بتاع  المعارضة، الناس هتاكل بعضها، الأسعار نار، والمرتب يخلص ثالث أيام الشهر، لا أحد يرحم.

أحد الركاب: يا عم بلاش كلام في السياسة، السجون مليانه.

الراكب الثاني: أدينا عايشين وخلاص.

الراكب الثالث: على جنب ياسطه.

الراكب الرابع: كم الأجرة يا ريس.

حودة الزفر: خمسه جنيه.

الراكب الرابع: كانت من يومين أربعة جنيه.

حودة الزفر: ما البنزين غالي والسولار وأنت فاهم.

الراكب الخامس: البلد كلها حرامية، وطول ما فيها حرامية مش هينصلح حالها.

الراكب السادس: بيعوضوا العجز من جيوب الغلابة.

حودة الزفر: لجنة في الطريق يا نهار أبيض.

أمين الشرطة: الرخص.

حودة الزفر: صباح الفل يا باشا، منورين الشوارع والله، من غيركم البلد كانت ضاعت، منهم لله تجار الدين.

أمين الشرطة: الرخص خلص.

حودة الزفر: ماهوووووووو.... الرخصة.....

أمين الشرطة: غرامة 150 جنيه.

حودة الزفر: لا يا باشا الحاله زفت، والعملية ماشيه بالعافية.

ثم سرَّب حودة الزفر خمسين جنيها في السر لسيادة أمين الشرطة الذي تبسم في وجهه قائلاً بعد أن قبض المعلوم: الواحد مش عايز يأذي حد، يا ريت ما تنساش الرخص تاني أتفضل.

حودة الزفر: عالم ولاد... منهم لله، شاركونا في أكل عيشنا، حسبنا الله ونعم الوكيل.

أحد الركاب: على جنب ياسطى.

حودة الزفر: أهي وقفت العربية خالص، إظاهر إنها خلصت زفت جاز.

والبقية تأتي في حوار قادم، إن شاء الله تعالى.

avata
avata
أحمد عطية (مصر)
أحمد عطية (مصر)