انتشرت ظاهرة الانتحار في العراق بين الذكور والإناث بشكل ملفت بعد عام 2003. وقد برزت حالاتها بالرغم من تكتم السلطات الأمنية ووسائل الإعلام المدفوع بعادات المجتمع العراقي المحافظ.
يلجأ المنتحرون إلى العديد من الأساليب في سبيل إنهاء حياتهم. ومن ذلك السموم والعقاقير والأسلحة النارية والمشانق. وتشير إحصائيات مفوضية حقوق الإنسان العراقية إلى أنَّ عدد الأشخاص الذين أقدموا على الانتحار خلال عام 2013 بلغ 371 شخصاً، أكثرهم في محافظة ذي قار جنوبي العراق التي بلغ عدد المنتحرين فيها 119 شخصاً. ويقول أستاذ علم النفس في جامعة ذي قار عبد الباري الحمداني، في دراسة له إنّ أعمار المقدمين على الانتحار تتراوح بين 13 و35 عاماً، 65 في المائة منهم إناث، و35 في المائة ذكور.
من جهتها، تقول الباحثة الاجتماعية أنوار العامري لـ "العربي الجديد": "نواجه صعوبة في إحصاء الأرقام الحقيقية لأعداد المقدمين على الانتحار، سواء من ماتوا أو أنقذوا في اللحظات الأخيرة. فالقيود الاجتماعية الصارمة وخشية العائلات على سمعتها تدفعهم إلى التكتم وعدم الإفصاح لنا كباحثين، ومحاولة تحويل الانتحار إلى حادث عرضي خشية الفضيحة".
وتتابع العامري: "في هذه الحالة، نواجه كباحثين ومتخصصين صعوبة في وضع خطط استراتيجية لمعالجة ظاهرة الانتحار. ورغم طوق التقاليد الذي يفرضه المجتمع، لكنّ ظاهرة الانتحار بدأت تنتشر فعلاً وبشكل واضح. وأقدم عشرات الشبان والشابات على الانتحار إما لأسباب عاطفية أو نتيجة الإهمال والفقر. وفي حالة الفتيات خصوصاً تخاف العائلات على سمعتها من الفضيحة إذا كانت الفتاة في علاقة غير شرعية أو تعرضت للاغتصاب، كما يحدث في المعتقلات والسجون العراقية، أو أجبرت على الزواج من أحد أقاربها بحسب العادات والتقاليد".
وتواجه الشرطة المحلية صعوبات كبيرة في توثيق حالات الانتحار خصوصاً بالنسبة للفتيات. ويكشف النقيب في الشرطة العراقية محمد الناصري أنّ "أجهزة الشرطة في حال تلقي بلاغ انتحار أو وصول جثة إلى أحد المستشفيات وكإجراء قانوني تقوم بالتحقيق حول أسباب الوفاة، فإذا تبين لها أنّها حالة انتحار، أصرّ الأهل على أنّها وفاة عرضية أو نتيجة حادث لا صلة له بالانتحار، رغم معرفتنا تماماً أنها حالة انتحار مكتملة الجوانب". ويشير الناصري إلى أنَّ عدة وسائل انتحار لجأت إليها الفتيات خصوصاً، ومنها الغاز والسم والمواد الحارقة. لكنّ أوراق التحقيق لا تذكر تلك الحالات بسبب ضغوط شديدة من ذوي المنتحرين، فضلاً عن ضغوط عشائرية على أجهزة الشرطة حفاظاً على سمعة الناس. فيتم تسجيل كثير من حالات الانتحار على أنها سوء استخدام لمواد معينة أو حادث عرضي.
بدوره، يقول الخبير الاجتماعي عادل الطائي إنّ "العادات والتقاليد الظالمة دفعت بالكثير من الفتيات إلى محاولة الانتحار. ومن ذلك إجبار الفتاة على الزواج من ابن عمها مثلاً. كما للمسلسلات العاطفية دور كبير في تفكك المجتمع فالشاب أو الفتاة يقارنان حالهما البائس ووضع بلدهما بأبطال المسلسلات والأجواء الخيالية التي يعيشانها هناك، وسط الحرمان الشديد والكبت النفسي والفقر وقفص العادات والتقاليد الظالمة في الواقع، ما يولد لديهما حالة يأس تنتهي بالانتحار".
أما المحلل النفسي ناجي العلي فيلفت إلى أنَّ "تدمير منظومة القيم والمبادئ بعد الغزو الأميركي عام 2003 أثر على طرق التربية في المجتمع العراقي التي باتت قائمة على الضرب والشتم والصراخ وإهمال الشباب وعدم تشجيعهم، ما يولّد لديهم ضعفاً في الشخصية خصوصاً بالنسبة للفتيات".
ويوضح العلي: "المجتمع العراقي عشائري بامتياز. وهناك فارق شاسع ما بين تفكير الشباب وتفكير آبائهم وأمهاتهم. فالشباب أصبحوا يتطلعون إلى العالم الحديث المتطور، وبدأت نفوسهم ترفض العادات المتزمتة التي يتمسك بها ذووهم. وبذلك ينمو اليأس في نفوسهم، بالترافق مع عدم وجود برامج أسرية للتوعية. فيؤدي في بعض الأحيان إلى محاولة الانتحار".
إقرأ أيضاً: الحبّ قد يدفع عراقيّين إلى الانتحار
يلجأ المنتحرون إلى العديد من الأساليب في سبيل إنهاء حياتهم. ومن ذلك السموم والعقاقير والأسلحة النارية والمشانق. وتشير إحصائيات مفوضية حقوق الإنسان العراقية إلى أنَّ عدد الأشخاص الذين أقدموا على الانتحار خلال عام 2013 بلغ 371 شخصاً، أكثرهم في محافظة ذي قار جنوبي العراق التي بلغ عدد المنتحرين فيها 119 شخصاً. ويقول أستاذ علم النفس في جامعة ذي قار عبد الباري الحمداني، في دراسة له إنّ أعمار المقدمين على الانتحار تتراوح بين 13 و35 عاماً، 65 في المائة منهم إناث، و35 في المائة ذكور.
من جهتها، تقول الباحثة الاجتماعية أنوار العامري لـ "العربي الجديد": "نواجه صعوبة في إحصاء الأرقام الحقيقية لأعداد المقدمين على الانتحار، سواء من ماتوا أو أنقذوا في اللحظات الأخيرة. فالقيود الاجتماعية الصارمة وخشية العائلات على سمعتها تدفعهم إلى التكتم وعدم الإفصاح لنا كباحثين، ومحاولة تحويل الانتحار إلى حادث عرضي خشية الفضيحة".
وتتابع العامري: "في هذه الحالة، نواجه كباحثين ومتخصصين صعوبة في وضع خطط استراتيجية لمعالجة ظاهرة الانتحار. ورغم طوق التقاليد الذي يفرضه المجتمع، لكنّ ظاهرة الانتحار بدأت تنتشر فعلاً وبشكل واضح. وأقدم عشرات الشبان والشابات على الانتحار إما لأسباب عاطفية أو نتيجة الإهمال والفقر. وفي حالة الفتيات خصوصاً تخاف العائلات على سمعتها من الفضيحة إذا كانت الفتاة في علاقة غير شرعية أو تعرضت للاغتصاب، كما يحدث في المعتقلات والسجون العراقية، أو أجبرت على الزواج من أحد أقاربها بحسب العادات والتقاليد".
وتواجه الشرطة المحلية صعوبات كبيرة في توثيق حالات الانتحار خصوصاً بالنسبة للفتيات. ويكشف النقيب في الشرطة العراقية محمد الناصري أنّ "أجهزة الشرطة في حال تلقي بلاغ انتحار أو وصول جثة إلى أحد المستشفيات وكإجراء قانوني تقوم بالتحقيق حول أسباب الوفاة، فإذا تبين لها أنّها حالة انتحار، أصرّ الأهل على أنّها وفاة عرضية أو نتيجة حادث لا صلة له بالانتحار، رغم معرفتنا تماماً أنها حالة انتحار مكتملة الجوانب". ويشير الناصري إلى أنَّ عدة وسائل انتحار لجأت إليها الفتيات خصوصاً، ومنها الغاز والسم والمواد الحارقة. لكنّ أوراق التحقيق لا تذكر تلك الحالات بسبب ضغوط شديدة من ذوي المنتحرين، فضلاً عن ضغوط عشائرية على أجهزة الشرطة حفاظاً على سمعة الناس. فيتم تسجيل كثير من حالات الانتحار على أنها سوء استخدام لمواد معينة أو حادث عرضي.
بدوره، يقول الخبير الاجتماعي عادل الطائي إنّ "العادات والتقاليد الظالمة دفعت بالكثير من الفتيات إلى محاولة الانتحار. ومن ذلك إجبار الفتاة على الزواج من ابن عمها مثلاً. كما للمسلسلات العاطفية دور كبير في تفكك المجتمع فالشاب أو الفتاة يقارنان حالهما البائس ووضع بلدهما بأبطال المسلسلات والأجواء الخيالية التي يعيشانها هناك، وسط الحرمان الشديد والكبت النفسي والفقر وقفص العادات والتقاليد الظالمة في الواقع، ما يولد لديهما حالة يأس تنتهي بالانتحار".
أما المحلل النفسي ناجي العلي فيلفت إلى أنَّ "تدمير منظومة القيم والمبادئ بعد الغزو الأميركي عام 2003 أثر على طرق التربية في المجتمع العراقي التي باتت قائمة على الضرب والشتم والصراخ وإهمال الشباب وعدم تشجيعهم، ما يولّد لديهم ضعفاً في الشخصية خصوصاً بالنسبة للفتيات".
ويوضح العلي: "المجتمع العراقي عشائري بامتياز. وهناك فارق شاسع ما بين تفكير الشباب وتفكير آبائهم وأمهاتهم. فالشباب أصبحوا يتطلعون إلى العالم الحديث المتطور، وبدأت نفوسهم ترفض العادات المتزمتة التي يتمسك بها ذووهم. وبذلك ينمو اليأس في نفوسهم، بالترافق مع عدم وجود برامج أسرية للتوعية. فيؤدي في بعض الأحيان إلى محاولة الانتحار".
إقرأ أيضاً: الحبّ قد يدفع عراقيّين إلى الانتحار