لَطَفَ لُطْفاً بفلانٍ ولفلانٍ: رَفَقَ به ورَأفَ، فهو لطيف.
لَطَفَ الله به وله: وفّقَه وأوصلَ إليه ما يحبّ برفق.
لَطُفَ كلامُه: رقَّ فلم يكن فيه جفاء.
لَطُفَ الشيءُ، لَطُفَ لُطْفاً ولَطَافة: رَقَّ.
لَطّفَ الشيءَ: جَعَله لطيفاً.
هو لطيفٌ بهذا الأمر: رفيقٌ بمداراته.
ألطَفَ السؤالَ: حَسّنَه وسَألَ بتلطّف.
تَلاطَفَ القوم: تواصلوا.
هؤلاء ألطافُ فلانٍ: هؤلاء أصحابُه وأهلُه.
***
لنكن لطافاً. على أقلّ تقدير، فلنحاول. يوم الأحد المقبل، فرصة من ذهب. في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني، يوم عالميّ اختير للاحتفاء باللطف قبل نحو عشرين عاماً. في مثل ذلك اليوم من عام 1997، في العاصمة اليابانيّة طوكيو، أطلقت مجموعة من المنظّمات غير الحكوميّة "إعلان اللطف". لم تتبنَّ بلدان العالم جمعاء هذا الإعلان، و25 منها فقط تنضوي اليوم تحت لواء "حركة اللطف العالميّة"، من بينها بَلدان عربيّان هما سلطنة عُمان والإمارات العربيّة المتّحدة.
لمن يهمّه الأمر، انطلق ذلك كلّه في ستينيّات القرن الماضي، مع "حركة اللطف الصغيرة في اليابان" التي رفعت شعار: "لنظهر ما استطعنا من لطف، حتى يصبح اللطف معياراً في المجتمع".
الجميع مدعوّ إلى إطلاق "إعلان اللطف" خاصته. الجميع مدعوّ إلى إطلاق مبادرته اللطيفة الخاصة. بالنسبة إلى القائمين على هذا اليوم، الأمر ليس سعياً إلى تبنّي كلّ يتامى الملجأ المجاور، بل إنّ ترجمته ممكنة من خلال لفتات بسيطة لطيفة، ليس إلّا. فاللطف هو أكثر من فعل، وقد يكون موقفاً أو تعبيراً أو ابتسامة أو نظرة أو تواصلاً. إنّه كلّ شيء وأيّ شيء من شأنه أن "يرفع" شخصاً ما.
لنكن لطافاً. على أقلّ تقدير، فلنحاول. ابتسامة غير مصطنعة لأحد المارة. دعوة صديق قديم إلى العشاء. اتّصال هاتفيّ بقريب أبعدته منغّصات الحياة. زيارة جدّة مرّ زمن على آخر تواصل معها. تحيّة إلى صاحب محلّ عند زاوية الحيّ. إفساح المجال أمام سيّارة مستعجلة. مساعدة رجل عجوز في اجتياز تقاطع طرقات. عدم التأفّف في وجه والدة. نظرة تشجيع إلى مريض في مستشفى ينتظر دوره في قسم الأشعّة. وقت مستقطع نرتدع فيه عن التذمّر والشكوى. وردة أو لوح شوكولاتة إلى زميل مكروب... نقول إنّها أمور بديهيّة لا تحتاج إلى يوم عالميّ. صحيح، هي أمور بديهيّة. من قال إنّ اللطف ليس بديهياً، في الأساس؟ أمّا نحن فقد اعتدنا إسقاط البديهيات من يوميّاتنا غير مدركين، وأهملناه.
لنكن لطافاً. على أقلّ تقدير، فلنحاول. وإن أخفقنا، وإن أخفق مع حولنا، فكلمات مولانا جلال الدين الرومي حاضرة: "نحن من طينٍ يوجعنا الأذى ويجرحنا صغير الشَوك.. ويجبرنا لطف الله".