وليد دقة أسير فلسطيني من باقة الغربية في منطقة المثلث، وعاد اسمه إلى الواجهة أخيراً على خلفية ملاحقة السلطات الإسرائيلية للنائب باسل غطاس، "المتّهم" بتسليم أجهزة هواتف نقالة لوليد دقّة في معتقله. دخل دقة السجن قبل 31 عاماً، بعد إدانته بأنه عضو في خلية فلسطينية اختطفت وقتلت جندياً إسرائيلياً في عام 1984، لكنه، ككل أسير، له قصته وخصوصيته. وقد برز الأسير وليد دقة في تحديه المتميز لإرادة المحتل، وهو في سجنه، إذ لم يمنعه الأسر من إكمال دراسته الجامعية، حتى حصوله على لقب الماجستير في العلوم السياسية، وهو يجسد معاناة خاصة لأسرى الداخل، ما قبل أوسلو. لم يفت الأسر من عضد وليد دقة، يوماً. فإلى جانب إكمال دراسته الجامعية، برز كقائد في نضالات كل الأسرى، وشخص سياسي مثقف كتب الكثير من المقالات والدراسات، التي تم اعتمادها أيضاً داخل السجون والمعتقلات. ومنذ العام الماضي وهو يمثل تحدياً من نوع آخر لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن تم تحويل نصه في الأسر، "الزمن الموازي"، إلى مسرحية قدمت على مسرح الميدان في حيفا، وقامت على أثرها قيامة إسرائيل ولم تقعد. ويشرح وليد دقة، في نصّه، حالة السجين ونظام حياته، في الأسر، واصفاً هذه الحياة بأنها تسير في زمن موازٍ للزمن الذي يعرفه بقية الناس، ولمن لا يضربه برد السجون.
قبل 16 عاماً، وعندما أكمل سنواته العشرين في الأسر، بعث دقة نص "الزمن الموازي"، على هيئة رسالة، إلى المفكر العربي، عزمي بشارة. ومما جاء فيها: أخي العزيز أبو عمر... تحية وبعد. اليوم، 25 مارس/ آذار، هو يومي الأول في عامي العشرين في الأسر... واليوم هو يوم ميلاد أحد الرفاق الشباب، الذي يكمل به 20 عاماً. وقد ذكرتني هذه "المناسبة"... تاريخ اعتقالي... وميلاد الرفيق، ذكراني بالسؤال بيني وبين نفسي... كم عُمر لينا اليوم... التي أصبحت أمّاً لطفلين...؟ وكم عمر نجلاء أمّاً لثلاثة... وحنين أمّاً لطفلة... وعبيدة الذي سافر للدراسة في أميركا من دون أن أودعه، وهو يودع آخر أيام مراهقته... كم عمر أبناء إخوتي وأخواتي الذين تركتهم أطفالاً يوم اعتقلت، أو ولدوا بعد اعتقالي بسنوات... كم عمر إخوتي "الأطفال" الذين أصبحوا متزوجين وآباء لأطفال؟ ومثل شاعر فلسطين، محمود درويش، الذي قال "قلت لآخري لا تعتذر إلا لأمك"، قال وليد في زمنه الموازي: أنا لا أعرف عمر أمي الحقيقي... لأمي عمران، عمرها الزماني الذي لا أعرفه، وعمرها الاعتقالي... أو قل عمرها.
قبل 16 عاماً، وعندما أكمل سنواته العشرين في الأسر، بعث دقة نص "الزمن الموازي"، على هيئة رسالة، إلى المفكر العربي، عزمي بشارة. ومما جاء فيها: أخي العزيز أبو عمر... تحية وبعد. اليوم، 25 مارس/ آذار، هو يومي الأول في عامي العشرين في الأسر... واليوم هو يوم ميلاد أحد الرفاق الشباب، الذي يكمل به 20 عاماً. وقد ذكرتني هذه "المناسبة"... تاريخ اعتقالي... وميلاد الرفيق، ذكراني بالسؤال بيني وبين نفسي... كم عُمر لينا اليوم... التي أصبحت أمّاً لطفلين...؟ وكم عمر نجلاء أمّاً لثلاثة... وحنين أمّاً لطفلة... وعبيدة الذي سافر للدراسة في أميركا من دون أن أودعه، وهو يودع آخر أيام مراهقته... كم عمر أبناء إخوتي وأخواتي الذين تركتهم أطفالاً يوم اعتقلت، أو ولدوا بعد اعتقالي بسنوات... كم عمر إخوتي "الأطفال" الذين أصبحوا متزوجين وآباء لأطفال؟ ومثل شاعر فلسطين، محمود درويش، الذي قال "قلت لآخري لا تعتذر إلا لأمك"، قال وليد في زمنه الموازي: أنا لا أعرف عمر أمي الحقيقي... لأمي عمران، عمرها الزماني الذي لا أعرفه، وعمرها الاعتقالي... أو قل عمرها.