ولكنها الأغنيات

17 مارس 2016
محمد أبو غوش / الأردن
+ الخط -

لا يُمكن أخذ "البذاءة"، سواء في الشعر أو في الأغاني، بمعزلٍ عن السياقات الاجتماعية والسياسية التي تُنتَج هذه النصوص ضمنها.

في الشعر، لدينا نماذج كثيرة يُمكن الحديث عنها؛ مثل نجيب سرور ومظفّر النواب. كلاهما عُرف بقصائده التي تتضمّن شتائم مُقذعة بحقّ الأنظمة والأوضاع التي عايشاها. وكلاهما، أيضاً، تعرّض إلى السجن والتعذيب.

بالنسبة إلى الأغنية، هي أصلاً نصٌّ شعري يؤدَّى موسيقيّاً؛ لكنّه يظلّ أكثر عُرضةً للمُساءلة قبل أن يُغنّى، أي في شكله كنص مكتوب؛ فالرقابة التي تحظر الإصدارات الشعرية لا تتعامل مع الأغنية بالحدّة نفسها، والحظر الذي يُفرض على الكتب صارخ، وكثيراً ما يتحوّل إلى قضية رأي عام.

نستمع إلى كثيرٍ من الأغاني التي تتضمّن عبارات "خادشة"، وبعضها يُعتَبر خروجاً عن الديني والاجتماعي السائد، إلّا أنها غالباً ما تُفلت من الرقابة؛ ما يُشير إلى عدم جدية تعامُل السلطات معها (وربما قلّة الحيلة أمامها)، بعكس الكتاب الذي يظلّ أقرب إلى وثيقةٍ وصناعة كاملة تتحوّل إلى حجّة ضدّ الكاتب، حين يُحاكمه السائد سياسياً واجتماعياً ودينياً، كما حصل مع أشرف فيّاض مثلاً.

يقول النوّاب: "ربما يقتلون المغنّي/ ويُخفون آثاره/ ربما سيذوب أو يختفي/ مثلما يحصل الآن في كل يوم/ ولكنها الأغنيات/ ستبقى تذوّبهم أبد الآبدين".


اقرأ أيضاً: نجيب سرور.. لا قنديل ولا نجمة

المساهمون