غادر المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، العاصمة اليمنية صنعاء، بعد زيارة استمرت أياماً، أجرى خلالها مباحثات مع طرفي الانقلاب. فيما جدد الرئيس اليمني رفضه "خارطة الطريق" الأممية المقترحة لحل سلمي في البلاد.
وأكد مصدر في مطار صنعاء الدولي لـ"العربي الجديد" أن "ولد الشيخ غادر، ظهر اليوم الإثنين، بعد أن عقد مؤتمراً صحافياً أشار فيه إلى وجود عراقيل من قبل مختلف الأطراف تواجه جهود السلام".
وكان المبعوث الأممي قد وصل إلى صنعاء، يوم الخميس الماضي، لعقد مباحثات مع وفد جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحزب المؤتمر الذي يترأسه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، تتمحور حول ما عُرف بـ"خارطة الطريق" والملاحظات المقدمة من الحوثيين وحلفائهم على هذه الخطة.
وغادر جزء من فريق المبعوث الأممي إلى جانب وفد الحوثيين، يوم الأحد، متوجهاً إلى العاصمة العُمانية مسقط، التي تلعب دور الوسيط بين الحوثيين وأطراف دولية.
في غضون ذلك، جدّد الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، رفض الحكومة الشرعية مبادرة المبعوث الأممي، والتي كان الأخير قد سلّمها منذ أسبوعين لوفد الانقلابيين في حين رفضت الشرعية استلامها.
وقال هادي، خلال لقاء موسع عُقد اليوم في العاصمة السعودية الرياض، إن "الشرعية رفضت ما تسمى خارطة ولد الشيخ، لأنها انطلقت من منطلقات خاطئة، فكان مضمونها ونتائجها خاطئة ومنحرفة، كونها نسيت أو تناست جذر المشكلة وأساسها وهو الانقلاب وما ترتب عليه، ولكونها تتعارض تماما مع المرجعيات التي أجمع عليها شعبنا اليمني، وتجاوزت استحقاقات قرار مجلس الأمن الدولي 2216، ولأنها تكافئ الانقلاب والانقلابيين".
ورأى الرئيس اليمني، وفقاً للتصريحات التي نقلها موقع وكالة الأنباء الحكومية، أن "خارطة المبعوث الأممي تؤسس لحروب مستدامة، فضلاً عن تجاهلها نضال ومقاومة وتضحيات الشعب الرافض للمليشيات الانقلابية، وعدم ملامستها معاناة الشعب وجراحه ولا تنتصر لإرادته".
وأضاف "رفضنا خارطة ولد الشيخ لأنها تحافظ على بقاء المليشيات واحتفاظها بالسلاح والمؤسسات، ولأنها لا تلبي طموحات الشعب اليمني في إحلال السلام الدائم والشامل القائم على إنهاء الانقلاب واستئناف المسار السياسي، بمناقشة مسودة الدستور ثم إجراء الانتخابات".
كما أشاد بالتظاهرات التي خرجت للتعبير عن "رفضها المطلق"، لما وصفها بـ"خارطة الالتفاف على المرجعيات وإنهائها، وخارطة تلغيم المستقبل وتأسيس حروب لا نهاية لها".
ووجّه الرئيس اليمني رسالة إلى المجتمع الدولي قائلاً "نؤكد مجدداً لأحرار العالم جميعاً، رغبتنا الصادقة للسلام، رغبتنا في إيقاف الحرب، رغبتنا في إيقاف تلك المعاناة التي سببتها المليشيات الانقلابية لأبناء الشعب، ولكننا لا نريد سلاماً هشاً، ولا سلاماً على الورق، ولا سلاماً مغشوشاً. نريد السلام الدائم والشامل، القائم على إنهاء الانقلاب أولاً، والمستند إلى المرجعيات التي أجمع عليها الشعب اليمني وباركها العالم أجمع، والمحددة في استحقاقات قرار مجلس الأمن الدولي 2216".
وتعد تصريحات هادي هي الأعنف منذ رفض الشرعية تسلّم مبادرة المبعوث الأممي، وهي مؤشر واضح على استمرار الانسداد السياسي، وفشل الجهود الدولية التي سعت إلى إقناع الأطراف اليمنية بقبول الخطة.