قالت وكالة الطاقة الدولية، اليوم الثلاثاء، إن العالم سيشهد نمواً أضعف بكثير من المتوقع في الطلب على النفط عام 2015، مضيفة أنها تتوقع أن تسجل أسعار الخام مزيداً من الانخفاض.
وأوضحت الوكالة، التي تمثل الدول الصناعية، في تقرير شهري، أن الانخفاضات، التي شهدتها الأسعار في الآونة الأخيرة، سببها العرض والطلب، مشيرة إلى أنه قد تدعو الحاجة إلى مزيد من الانخفاض في أسعار النفط، للحد من المعروض، أو لتعزيز نمو الطلب.
ونزلت أسعار النفط في سبتمبر/ أيلول للشهر الثالث على التوالي، وهبطت أسعار خام برنت القياسي هذا الشهر إلى أدنى مستوياتها في نحو أربع سنوات، قرب 88 دولارا للبرميل، بفعل وفرة المعروض وتباطؤ نمو الطلب وصعود الدولار.
ونزل سعر برنت أكثر من 20% منذ يونيو/ حزيران الماضي، في حين اقتربت الأسعار من 116 دولارا للبرميل، بدعم من الاضطرابات في العراق.
وقالت الوكالة إنها خفضت تقديراتها لنمو الطلب على النفط في 2014 بواقع 200 ألف برميل يوميا إلى 0.7 مليون برميل يوميا، فيما رفعت من توقعاتها بارتفاع الطلب في 2015 بواقع 1.1 مليون برميل إلى 93.5 مليون برميل يوميا بزيادة 1.2% ولكن بما يقل عن 300 ألف برميل عن التوقعات السابقة.
وأضافت أن الانخفاض الشديد في أسعار النفط، منذ الربع الثاني من عام 2014، قد يوفر بعض الدعم لنمو الطلب العالمي على الخام.
وزاد معروض النفط العالمي بنحو 910 آلاف برميل يوميا في سبتمبر/ أيلول الماضي، إلى 93.8 مليون برميل يومياً، مع ارتفاع الإنتاج داخل وخارج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
وزاد إجمالي المعروض 2.8 مليون برميل يوميا عن مستواه قبل عام، مع عودة معروض أوبك إلى النمو والارتفاع الكبير في إمدادات المعروض من خارج المنظمة، بواقع 2.1 مليون برميل يوميا.
وأشارت وكالة الطاقة إلى أنها تتوقع نمو المعروض خارج أوبك إلى 1.3 مليون برميل يوميا في المتوسط، عام 2015.
وقالت "ما زال إجمالي إنتاج السوائل في الولايات المتحدة يتجاوز إمدادات النفط الروسية والسعودية. نتوقع أن يزيد إجمالي الإنتاج من السوائل الأميركية على 12 مليون برميل يوميا الشهر المقبل، وسيظل فوق هذا المستوى حتى ديسمبر/كانون الأول 2015."
وزاد إنتاج أوبك من الخام في سبتمبر/ أيلول إلى أعلى مستوياته في 13 شهرا، بدعم من تعافي الإنتاج في ليبيا ونمو الإمدادات العراقية، وارتفع الإنتاج بواقع 415 ألف برميل عن أغسطس/ آب إلى 30.66 مليون برميل يوميا.
وأشارت إلى أنها خفضت تقديراتها للطلب على خام أوبك بواقع 200 ألف برميل في 2015 إلى 29.3 مليون برميل يوميا بسبب ضعف آفاق الطلب العالمي.
ويقل هذا المستوى أكثر من مليون برميل يوميا عن مستويات الإنتاج الحالية، رغم أن أوبك لم تشر حتى الآن إلى أية خطط لخفض إنتاجها في اجتماعها المقبل المقرر في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني.
وأضافت وكالة الطاقة: "قالت الكويت إن خفض الإمدادات أمر مستبعد وتلمح السعودية، أكبر المصدرين (للنفط في العالم)، إلى استعدادها لتقبل انخفاض الأسعار لفترة".
وزادت إمدادات السعودية، أكبر منتج للنفط في أوبك، بواقع 50 ألف برميل في سبتمبر/ أيلول إلى 9.73 مليون برميل يوميا.
وقالت الوكالة، إن التدفقات قد تقل في أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بسبب تباطؤ الطلب الموسمي على الوقود في المملكة.
وأضافت:"يبدو أن الرياض عازمة على حماية حصتها في السوق الآسيوية، التي يحتدم فيها التنافس، إذ خفضت أسعارها الرسمية للشهر الرابع على التوالي".