ولدى محاولة أي كان فتح موقع الوكالة من إحدى الدول الأوروبية أو تركيا، تظهر لهم رسالة باللغة الإنكليزية تقول "محجوب، لا يسمح للزائرين من هذا البلد الوصول إلى هذا الموقع" في الوقت الذي يستطيع فيه المتصفحون من داخل سورية الولوج إليه.
ولم تعلن وكالة الأنباء عن مقصدها من منع المتصفحين حول العالم من الوصول إلى محتواها باللغة العربية كما لم تعلن عن وجود أي عطل فني فيه.
ويعرف عن المحتوى العربي للوكالة نشره لتقارير يومية حول ما يسميه "انتصارات" للجيش السوري في وجه "الإرهاب" في إشارة إلى قوات المعارضة المسلحة، إضافة إلى نشرها للقوانين والمراسيم الجديدة الصادرة عن رأس النظام السوري، وهو ما لا يتضمنه محتواها باللغات الأخرى.
وعلّق فراس ديبة، وهو صحفي سوري يعيش في تركيا، على ذلك لـ"العربي الجديد" بالقول "المبرر الوحيد لحجب موقع وكالة 'سانا' باللغة العربية عن الدول خارج سورية هو تنبه عصابة الأسد إلى أن الأكاذيب التي يسوقونها عبر وكالتهم الرسمية أصبحت تستعمل ضدهم، كأداة لفضح تضليلهم المعتاد، في حين أن موقع الوكالة بالإنكليزية حافظوا عليه لأن الكثير من وسائل الإعلام الغربي تأخذ منه المعلومات كمصدر رسمي".
وأشار الصحافي السوري، ياسين أبو رائد، إلى أن "أكاذيب الوكالة لم تعد تنطلي على المتابع العربي الذي بات يستطيع الوصول إلى الخبر الصحيح من مصادر متعددة".
من جانبه، قال الصحافي السوري المقيم في فرنسا، بشار يوسف "ربما تنوي الوكالة أن تنشر للسوريين أخباراً مختلفة عن تلك التي تنشرها للعالم. من المحتمل أن يكون دافعها سياسياً بحتاً وليس إعلامياً، أي مجرد تسجيل من الدول الغربية".
واعتبر يوسف الوكالة أشبه بموقف المراهق في ظل وجود طرق متعددة للوصول لأي محتوى مخفي على شبكة الإنترنت كتغير البروكسي.
وأضاف "يعلم الجميع أن هذه الوكالة ليست بالموقع الهام الذي يتصفحه الناس يومياً، أما أخبار النظام ورواياته فيمكن الوصول إليها من أماكن كثيرة كالصحف الرسمية والمحطات والإذاعات المقربة منه. ومن المعروف أن موقع "سانا" في سورية هو لطلاب الشهادات الثانوية والإعدادية الذين يترقبون نتائجهم وتجار العقارات الذين يتتبعون القرارات، حتى قبل الثورة لم يكن السوريون يفتحون موقع الوكالة إلا للاطلاع على قرار أو مرسوم جديد".