وفيات رضع ومواليد خدج تثير الجدل بالمغرب

10 يوليو 2018
عدم توفر حاضنة بالمستشفى أحد أسباب الوفيات(فيسبوك)
+ الخط -
وصلت قضية ارتفاع وفيات الرضع والمواليد الخدج في أحد أكبر مستشفيات المغرب إلى قبة البرلمان، من خلال توجيه أحزاب سياسية أسئلة كتابية إلى وزير الصحة المغربي، طالبته فيها بضرورة كشف نتائج التحقيق الذي تشرف عليه وزارته بهذا الشأن.

ونقلت أحزاب المعارضة الجدل الدائر حاليا بشأن وفيات رضع ومواليد خدج إلى مجلس النواب لطرح الموضوع على الحكومة، غير أن جلسة أمس الاثنين للأسئلة الشفوية لم تمكن وزير الصحة من الكشف عن نتائج التحقيق الذي تباشره مصالح وزارته بهذا الصدد.

الشبكة المغربية للحق في الصحة، وهي منظمة تنشط في مجال الدفاع عن الحقوق الصحية للمواطنين، راسلت بدورها الحكومة في شخص وزير الصحة، طالبته بالإسراع في الإعلان عن نتائج ارتفاع عدد وفيات الرضع في مستشفى السويسي للولادة، موردة أن هذا العامل أفضى بالمغرب إلى الحلول في مرتبة متدنية في مؤشر التنمية البشرية.

واستندت الشبكة المغربية في شكواها على أرقام حديثة تفيد بارتفاع وفيات المواليد في المستشفيات، من خلال ارتفاع نسبة وفيات الخدج خصوصا بنسبة 33.33 في المائة.

وأفادت تقارير إعلامية مغربية بأن معطيات رسمية تخص قسم الولادة بذات المستشفى، تبين أن وفيات الرضع حديثي الولادة بقسم الولادة في السويسي انتقل من 147 حالة عام 2016 إلى 196 حالة عام 2017، أي بزيادة تقدر بـ 33.33 في المائة.

وفي رده على هذا الموضوع، أفاد وزير الصحة أناس الدكالي، "العربي الجديد" بأن وزارته عاكفة على الإلمام بالموضوع من كل جوانبه، لتكوين حكم شامل ومنطقي وعادل في هذا الملف، باعتباره ملفاً تترتب عنه الكثير من النتائج والجزاءات.

وتابع الدكالي إنه بالمقابل "لا يتعين التهويل من هذا الموضوع، ويجب حصر معطيات وأرقام رسمية قبل الحديث عن ارتفاع وفيات المواليد والرضع الخدج في مستشفى معين"، مبرزا أن المغرب بصفة عامة قطع أشواطا هامة في الحد من ارتفاع وفيات المواليد والرضع والحوامل بفضل استراتيجيات حكومية متوالية آخرها الإستراتيجية التي تنتهي في 18 يوليو/تموز الجاري.

وتدشن وزارة الصحة المغربية حاليا حملة مدتها شهر تنتهي في 18 الجاري، تحت شعار "العناية بالأم والمولود… إنقاذ للحياة"، تروم توعية الأسر بأهمية تتبع الحمل بمؤسسات الرعاية الصحية الأولية، وضرورة الولادة تحت إشراف مهنيي الصحة، مع حثهم على الاستفادة من المتابعة الطبية بعد الوضع.

هذه الحملة تساهم فيها مندوبية الاتحاد الأوروبي في المغرب ضمن برنامج تقليص وفيات الأمهات والمواليد الجدد في المغرب، وذلك عبر حملات توعوية، ووصلات إعلانية في وسائل الإعلام المختلفة.

سميرة، أم رضيع خديج توفي قبل شهر من الآن، قالت لـ "العربي الجديد" إن رضيعها توفي لعدم توفر حاضنة، باعتبار أنه ولد دون اكتمال نموه وقبل الموعد المفترض للولادة"، مضيفة أن غياب الحاضنات عن أكبر مستشفى في البلاد يدفع الكثير من الحوامل إلى تدبر أمر حاضنة في مراكز ومستشفيات خاصة.

وسبق للجمعية الوطنية للقابلات أن طالبت وزير الصحة بالتحقيق في ما يحدث داخل مستشفى الولادة بالرباط، إلا أن إدارة المركز الصحي المذكور أفادت بأن هناك لجنتين تبحثان مدى احترام التدابير الطبية المعمول بها للحفاظ على صحة وسلامة الأم والطفل.
المساهمون