وفد غرب ليبيا في القاهرة: تثبيت وقف إطلاق النار والتنسيق مع مصر

11 سبتمبر 2020
مباحثات لترتيب لقاء بين باشاغا ونظيره المصري (محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت مصادر مصرية خاصة طبيعة المقترحات التي تناولتها المشاورات الجارية في القاهرة مع وفد من غرب ليبيا حمل طابعاً رسمياً. وذكرت المصادر لـ"العربي الجديد"، أن الوفد الذي ضم اثنين من القيادات العسكرية لعملية "بركان الغضب"، بحث مع مسؤولين رفيعي المستوى بجهاز المخابرات العامة، مجموعة من التصورات تصبّ في مجملها في صالح استمرار قرار وقف إطلاق النار، وتنسيق مع مصر يراعي ملاحظات القاهرة بشأن "مكافحة الإرهاب والعناصر المتطرفة ومنع تسللها إلى الأجهزة الرسمية في ليبيا". وأشارت المصادر إلى أن هناك تقدماً كبيراً في اتجاه تفعيل العلاقات الرسمية مجدداً مع غرب ليبيا وحكومة الوفاق الوطني. وقالت المصادر إن هناك مباحثات لترتيب لقاء رسمي معلن لبحث الملفات الأمنية المشتركة، من المرجح أن يكون بمشاركة وزير الداخلية فتحي باشاغا، بحضور وزير الداخلية المصري محمود توفيق، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، تمهيداً لعودة اللقاءات على المستوى السياسي، حال استمرت بوادر حسن النية من الجانبين.


المباحثات تطرقت لأوضاع العمالة المصرية في مناطق الغرب

كما كشفت المصادر أن أعضاء الوفد الليبي حملوا تصوّراً، داعين القاهرة لدعمه، لما قد يسهم به في إنهاء الأزمة الليبية سريعاً. وأوضحت أن المقترح يتضمن استمرار عمل حكومة الوفاق الحالية، بعد إدخال تعديلات عليها لمدة عام، تقوم خلاله بتهيئة المشهد لانتخابات رئاسية وبرلمانية، وتسمية مجلس رئاسي من رئيس ونائبين، واختيار رئيس وزراء. ويضمن ذلك في نهاية المطاف، تشكيل سلطة واحدة مختارة شعبياً تفرض سيطرتها على كامل التراب الليبي. ونوهّت المصادر إلى أن الوفد الليبي طالب مصر بدعم التصور بحكم دورها الفاعل في الأزمة الليبية، وتأثيرها على قائد مليشيات شرق ليبيا خليفة حفتر. وأوضحت أن المباحثات مع الجانب المصري بشأن الملفات الأمنية تطرقت لأوضاع العمالة المصرية في مناطق الغرب الليبي، وتوفير التأمين اللازم لهم. ويضم الوفد الليبي أعضاء بمجلس النواب، والمجلس الأعلى للدولة، وقيادات قبلية عسكرية من مصراتة، منهم القيادي بالكتيبة 301 فهيم بن رمضان، وقائد محور الشوكة على حدود سرت، تهامي الجطلاوي. يأتي هذا فيما نفى المكتب الإعلامي للمجلس الأعلى للدولة، توجه أي وفد من المجلس إلى مصر، للقاء مسؤولين مصريين، مشيراً إلى أنه "في الوقت الذي يرحب فيه المجلس الأعلى للدولة، بأي دعوة توجه له، لزيارة الأشقاء في جمهورية مصر العربية، للتباحث فيما يخدم مصالح البلدين الشقيقين، فإنه ينفي توجه أي وفد منه، في الوقت الحالي إلى مصر". وهو ما أرجعته المصادر المصرية، لكون الأعضاء الذين حضروا ضمن الوفد على خلاف مع رئيس المجلس خالد المشري، ويقاطعون جلساته، إلا أن ذلك لا ينفي عنهم صفة العضوية، ولا يجعل القاهرة تمتنع عن التشاور معهم. كما يأتي هذا، فيما جدد رئيس المجلس الرئاسي في اتصاله مع أعضاء مجلس الأمن القومي الأميركي، يوم الأربعاء الماضي التزامه بوقف إطلاق النار والحل السياسي.


ضمّ الوفد شخصيات سياسية وعسكرية محورية في سرت

وشجعت الولايات المتحدة الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لحل الصراع في ليبيا؛ قائلة إنها تأمل أن ينضم إليها جميع القادة الليبيين. وكان قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا "أفريكوم" ستيفن تاونسند قد أكد، أول من أمس الأربعاء، خلال لقائه وزير الدفاع بحكومة الوفاق صلاح الدين النمروش، دعم بلاده استمرار الحوار الليبي الليبي في إطار العملية التي تقودها الأمم المتحدة، وجهود ليبيا في مكافحة الإرهاب، وإصلاح قطاع الأمن، والدعوات من أجل وقف دائم لإطلاق النار.