وفاة موشيه أرنس وزير الاحتلال الذي عارض كامب ديفيد

07 يناير 2019
+ الخط -
أُعلن في الأراضي الفلسطينية المحتلة، اليوم الإثنين، عن وفاة أحد أبرز مؤسسي حركة "حيروت" الصهيونية، ووزير أمن الاحتلال الإسرائيلي الأسبق موشيه أرنس، عن عمر يناهز 93 عاماً.


وعرف أرنس بمواقفه اليمينية المتطرفة، وخاصة رفضه المطلق لأي تنازل عن أراض احتلتها إسرائيل، وقد صوت عام 1978 ضد معاهدة السلام الإسرائيلية مع مصر، كما رفض تولي منصب وزير الأمن في حكومة مناحيم بيغن، بعد إقالة أرييل شارون، وذلك لمعارضته الانسحاب من سيناء.

نشط أرنس قبل النكبة في حركة "بيتار" التاريخية، (التي مثلت الصهيونية التنقيحية بقيادة جابوتينسكي، وعنها نشأت حركة "حيروت" بقيادة بيغن وإسحاق شامير). عمل بعد النكبة لسنوات مبعوثاً للحركة في الولايات المتحدة، ثم عاد ليعمل مدرسا في معهد الهندسة التطبيقية في حيفا "التختيون"، وكان مختصاً في هندسة الطيران. يُنسب إليه فضل كبير في إقامة الصناعات الجوية الإسرائيلية، وهو الأب الروحي لمشروع مقاتلة إسرائيلية كان يفترض بها أن تكون بديلاً من طائرات إف 16، لكن المشروع فشل بسبب تكاليفه الباهظة.

انتُخب للكنيست عام 1974، وظل عضواً فيه حتى العام 1992، تولى خلالها مناصب وزارية، بينها وزارتا الأمن والخارجية. انسحب من الكنيست بعد سقوط "الليكود" وفوز إسحاق رابين، مع أنه كان يعتبر وريثاً طبيعياً لـ"الليكود" بعد شامير، لكنه رفض منافسة نتنياهو على قيادة الحزب في تلك الفترة. عاد إلى الكنيست عام 1999، وظل عضواً فيه حتى العام 2003. 

يعتبر أرنس العراب والحامي السياسي لبنيامين نتنياهو عندما انضم الأخير أواسط الثمانينيات لحزب "الليكود"، وقد كان أرنس ذاته ملحقاً في السفارة الإسرائيلية في واشنطن، ثم أوصى شامير باعتماده سفيراً لإسرائيل في الأمم المتحدة، وكان من مؤيديه داخل "الليكود" لسنوات طويلة، بالرغم من أنه انتقد سياسات نتنياهو في ولايته الأولى، معتبراً إياها متساهلة ومتهاونة تنطوي على تقديم تنازلات للفلسطينيين.

ظل موشيه أرنس، حتى بعد اعتزال الحياة السياسية عام 2003، مصرّاً على مواقف "حيروت" التاريخية، ورفض أي خيار ينطوي على قيام دولة فلسطينية، ولم يعترف يوماً بوجود الشعب الفلسطيني. 

أصدر العام الماضي كتاب مذكرات، تناول فيه التعاون بين الحكومة الإسرائيلية وقيادات حزب "الكتائب" اللبناني، أثناء غزو لبنان.