وفاة طفل فلسطيني قتله جنود الاحتلال وألعابه في جيبه‎

بيت لحم

محمد عبيدات

avata
محمد عبيدات
05 أكتوبر 2015
DD3B84A6-0EF1-41C6-8A81-337C333CBCE0
+ الخط -

‎رحل الطفل عبد الرحمن عبيد الله (15 عاماً)، وترك خلفه ألعاب الطفولة والذكريات المضرجة بدمائه لُتبكي كلّ فرد ‏من أفراد ‏عائلته حُزناً على رحيله.


استشهد عبيد الله، ظهر اليوم الإثنين، وهو من سكان مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين شمالي مدينة بيت لحم جنوب ‏الضفة ‏الغربية المحتلة، برصاصة قناص إسرائيلي في صدره أصابت القلب مباشرة، أثناء تواجده عند منطقة المفتاح ‏عند مدخل المخيم ‏حيث اندلعت هناك مواجهات.‏

ويقول فادي عبيد الله عمّ "الشهيد" بصوت متقطع وباكٍ لـ"العربي الجديد"، سمع عبد الرحمن صوت الرصاص الحي ‏الذي أطلقه ‏جنود الاحتلال عند مدخل المخيم، واختبأ عند الصخرة المنصوب عليها مفتاح العودة بالقرب من مركز ‏لاجئ، قبل أن يستهدفه ‏جندي من وحدة القناصة في جيش الاحتلال ويقتله مع سبق الإصرار والترصد.‏

‏"خلوق هو عبد الرحمن، محبوب بين الناس، لديه الكثير من الأصدقاء في المخيم" يتابع العم الحديث عن ابن أخيه ‏الشهيد، قبل أن ‏يستسلم للبكاء حين أخذته الذكريات السريعة لعبد الرحمن، وهو يرافقه أثناء تقديمه عروضاً مسرحية ‏للأطفال الصغار ليرسم ‏الابتسامة على وجوههم.‏

ويُحب الطفل الشهيد عمل الخير ومساعدة الناس، وبحسب عمه فإنه سباق إلى المشاركة في الأعمال التطوعية في ‏المخيم ومدينته ‏بيت لحم، عدا أنه رسم الابتسامة على وجوه الكثير من الأطفال الصغار في العديد من العروض ‏والمسرحيات، فيما عرف عنه ‏التمتع بهدوء الأعصاب والتفوق في دراسته بالصف التاسع الأساسي في مدرسة المخيم.‏

وقتل مع عبد الرحمن حلمه في أن يلتحق في مجال "التمثيل" هذا ما كان يخبر عمه عنه، ويضيف العم بأنه كان ‏بارعاً في ذلك، ‏إضافة إلى حبه الكثير للألوان والرسم، "طفل مثله مثل أطفال العالم، كان يُحب العيش، كان يحب ‏اللعب، لكنه قُتل ولم يعد ‏هنا" يختم العم الحزين حديثه مع "العربي الجديد".‏

لن يعود عبد الرحمن لأمه وأبيه، ولن يُضحك إخوته الأربعة، وسيترك فراغاً كبيراً بين أفراد عائلته فهو كثير الحركة ‏في البيت، ‏عدا أنه محبوب جداً، وكذلك لن يذهب عبد الرحمن إلى مركز لاجئ، ذلك المركز الثقافي الاجتماعي ليلعب هناك ‏مع أصدقائه.‏

فيما ستترك الألعاب التي كان يحملها معه في جيبه وحقيبته المدرسية، وأغراضه في المنزل الكثير من الذكريات ‏المؤلمة لعائلته ‏التي ستبكي كثيراً على فراقه.‏

اقرأ أيضاً: آلاف الفلسطينيين يشيعون جثمان الشهيد سليمان في طولكرم

ذات صلة

الصورة
جنديان إسرائيليان يعتقلان طفلاً في الضفة الغربية (حازم بدر/ فرانس برس)

مجتمع

بالإضافة إلى الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، لا يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن التنكيل بالضفة الغربية، فيعتقل الأطفال والكبار في محاولة لردع أي مقاومة
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..
الصورة
حرب غزة | آثار قصف المواصي في رفح 22/6/2024 (بشار طالب/فرانس برس)

سياسة

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة بعد قصفها خيام نازحين في منطقة المواصي بمدينة رفح في أقصى قطاع غزة، التي سبق أن ادعت أنها مناطق آمنة.
الصورة
عائلة أبو عمشة في غزة تعاني من ويلات النزوح والمرض والحرب، 18 يونيو 2024 (الأناضول)

مجتمع

لم يتجاوز عمر الطفلة انشراح أبو عمشة الـ 16 عاماً، عاشتها في غزة كغيرها من أطفال القطاع المحاصر غير أنها عانت خلال أعوامها الصغيرة الحرب والسرطان