وهولينغورث كانت صحافية مبتدئة في صحيفة بريطانية عندما نشرت تقريرها الصحافي عن بدء اندلاع الحرب العالمية الثانية في عام 1939، إذ إنها في شهر أغسطس/ آب من هذا العام (كان عمرها 27 عاماً)، قررت أن تسافر وحدها إلى الحدود الألمانية. وهناك كان الحدث المفاجئ، حيث شاهدت هولينغورث بعينيها القافلة الأولى من الدبابات والمعدات العسكرية الألمانية مع عدد كبير من الجنود وهي منطلقة بتحرك سريع باتجاه بولندا للبدء بغزوها، قبل أن يعلن الزعيم النازي أدولف هلتر بدء العمليات العسكرية بشكل رسمي.
وبعد تأكدها من مشاهداتها ووجهة الدبابات، قامت كلير بكتابة مقالها الذي أرسلته إلى صحيفة "تلغراف" البريطانية، وقد تم نشره في بداية شهر أيلول/سبتمبر من نفس العام.
وكانت هولينغورث قد أرسلت كتابات أخرى لتخبر السلطات البولندية والبريطانية، ولتصبح بذلك أول شخص في العالم يقدم أهم التقاير الإخبارية التي سجلت سبقاً صحافياً اعتبر فيما بعد أهم سبق صحافي في العصر الحديث في العالم.
عاشت هولينغورث آخر 30 سنة من عمرها في مدينة هونغ كونغ التي كانت تحبها كثيراً، وقد عرف عن كلير الصدق والتواضع والدقة والحيادية. فيما تكتب بالرغم أن هذا السبق الصحافي حولها لأهم الأسماء الصحافية في العالم، فواصلت عملها الصحافي والإنساني بجدية، بالرغم من الجوائز التي حصل عليها هذا المقال.
وفي المقابلة الأخيرة التي أجرتها معها صحيفة "تلغراف" البريطانية عام 2009، قالت كلير عند سؤال لها عن هذا السبق الصحافي الذي حققته: "لقد كنت صغيرة جداً في تلك الفترة كان ذلك منذ زمن بعيد كان في عام 1939. في هذه السنة بالذات ذهبت إلى الحدود الألمانية للمشاركة في رعاية اللاجئين وفي مساعدة من يعانون الصمم أو العمى أو ضعف القدرات الذهنية اذ أني كنت طيلة حياتي أعتبر أن هذا أهم الأعمال التي يمكن أن يقوم الإنسان بها. وهناك أثناء تواجدي فجأة بدأت أشاهد أرتال الدبابات الألمانية تعبر الحدود باتجاه بولندا، عندها لم أفكر أنه سيكون سبقاً صحافياً، كل ما فكرت فيه أن الحرب أصبحت فجأة واقعاً حقيقياً وأنه كان عليّ أن أكتب عنها".
وبلغت الصحافية هولينغورث عمر 105 سنوات في أكتوبر/تشرين الأول المنصرم. وهي أكبر المراسلات الصحافيات عمراً ممن اشتغلوا لصالح مجلة "تايم".
وأوضحت "تايم" في مقال سابق الشهر الماضي أن هولينغورث كانت هي أول مراسلة في العالم تعلن أن الحرب العالمية الثانية قد بدأت رسمياً. مشيرة إلى أنها المراسلة التي حازت قبل 70 سنة على سبق صحافي يعد أكبر سبق في القرن.
ونقلت "تايم" عن المحرر السابق في الصحيفة، كارل مول، قوله إنها كانت واحدة من أهم المراسلين الصحافيين في القرن العشرين. وكانت هي من حصل على هذا السبق الصحافي الكبير.
وبعدما فرضت بريطانيا قانوناً يمنع المراسلات الصحافيات من النساء من العمل في جبهات الحرب في مصر عام 1942، قرّرت المراسلة العمل مع الأميركيين. وهكذا صارت مراسلة صحافية لصالح مجلة "تايم".
وعاشت حياة حافلة كمراسلة لما يزيد عن خمسين سنة. غطت حروباً عدة وأزمات في الجزائر وبولندا وإيران ومصر وباكستان وفيتنام. وعملت إلى جانب مؤسسات صحافية كبرى أبرزها "ذا تيليغراف" و"ذا غارديان"، إضافة إلى "تايم".
كما ألفت هولينغورث خمسة كتب هي: "الأسابيع الثلاثة من الحرب في بولندا" و"هناك ألماني خلفي"، و "العرب والغرب" و"ماو وعدوه" و"فرونت لاين" الذي تضمن مذكراتها.