وصلت قافلة مهجري مدينة الضمير في القلمون الشرقي إلى ريف حلب الشمالي، اليوم الجمعة، في وقت تستعد فيه قوافل جديدة من مدن القلمون الشرقي الأخرى للمغادرة أيضاً، بعد التوصل مع النظام السوري وروسيا إلى اتفاق مشابه لاتفاق الضمير.
وقالت مصادر محلية إن الحافلات التي تقلُّ مهجري الضمير دخلت معبر أبو الزندين، غربي مدينة الباب، متوجهة إلى مخيمات "شمارين" في ريف مدينة أعزاز شمالي حلب.
وكانت القافلة التي تضم 1694 مهجراً على متن 50 حافلة، انطلقت من مدينة الضمير يوم أمس، بموجب اتفاق مع الجانب الروسي يقضي بترحيل مقاتلي المعارضة من المدينة وعائلاتهم. ومن المقرر بموجب هذا الاتفاق خروج دفعات أخرى من المهجرين.
وقال الناشط الإعلامي مروان القاضي لـ"العربي الجديد" إن مجموع المقاتلين في القافلة يتراوح بين 500 و600 مقاتل من "جيش الإسلام" و"قوات الشهيد أحمد العبدو"، مشيراً الى أنهم خرجوا مع سلاح فردي وثلاثة مخازن، بمرافقة ست سيارات خاصة وشاحنة كبيرة، و250 خيمة مع مواد إغاثية.
أما من بقي في المدينة، فسوف يخضع لتسوية مع قوات النظام الذي منح مهلة تتراوح بين ثلاثة أشهر وستة أشهر للعسكريين وحاملي السلاح، للالتحاق بالقطع العسكرية و"تسوية" أوضاعهم، فيما ضمن الجانب الروسي عدم دخول المليشيات إلى المدينة وعدم تنفيذ اعتقالات عشوائية.
وبثّ تلفزيون النظام لقطات لدخول قوات الأمن التابعة للنظام إلى الضمير بعد الانتهاء من خروج مقاتلي المعارضة، حيث تمّ رفع علم النظام على المباني في المدينة.
وفي السياق، تحدثت أنباء عن التوصل إلى اتفاق بين الجيش السوري وكامل الفصائل المسلحة في القلمون الشرقي بريف دمشق يقضي بنقلهم إلى الشمال السوري خلال الأيام المقبلة.
وقالت وسائل إعلام تابعة للنظام إنه تمّ التوصل إلى اتفاق مع الفصائل المسلحة في منطقة القلمون الشرقي في ريف دمشق الشمالي الشرقي على خروج المسلحين منها إلى الشمال السوري.
وقالت "خلية الإعلام الحربي المركزي" التابعة للنظام إن الاتفاق أبرم بين الطرفين بوساطة روسية، موضحة أنه يقضي بنقل جزء من المسلحين إلى محافظة إدلب، والبقية إلى مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي. وأضافت أنه بموجب الاتفاق سوف يسلم مقاتلو المعارضة يوم غد السبت أسلحتهم الثقيلة، والمعدات العسكرية إلى قوات النظام.
ونصّ الاتفاق على نشر الشرطة الروسية على مداخل المدن، وعدم دخول قوات النظام إلى مدن المنطقة، إلى جانب تسوية أوضاع من يرغب بالبقاء من خلال مركز داخل المنطقة، على أن تفتش القوافل لمرة واحدة قبل المغادرة داخل الحافلة بوجود عنصر أمن روسي.
وتضمّن الاتفاق أيضاً الحفاظ على أملاك المدنيين المهجرين، لناحية عدم مسّها أو مصادرتها، ويحق للمهجرين حمل أمتعتهم الشخصية التي يمكنهم حملها في الحافلة مع السلاح الفردي.
وبحسب بنود الاتفاق، يتم تشكيل لجنة مدنية مشتركة ثلاثية لتسيير أمور المنطقة وحلّ قضايا المعتقلين والموقوفين، بينما يمنح المتخلفون عن الخدمة العسكرية مهلة ستة أشهر قابلة للتمديد لسنة، في حين يقوم القضاء العسكري بإصدار عفوٍ خاص عنهم شرط أن يلتحقوا خلال 15 يوماً أو يغادروا منطقة القلمون.
وقال مصدر عسكري في المعارضة إن الفصائل في المنطقة وافقت على الخروج، بمن فيهم فصيل "جيش تحرير الشام" الذي كان يرفض المفاوضات مع روسيا ويطالب بضامنٍ آخر.
ويخضع القلمون الشرقي لسيطرة فصائل معارضة، أبرزها "جيش الإسلام" و"جيش تحرير الشام" بقيادة النقيب فراس بيطار، و"قوات الشهيد أحمد العبدو" و"جيش أسود الشرقية".
وتأتي هذه التطورات بعدما تمكنت قوات النظام من السيطرة على منطقة الخرنوبة ونقاط عدة في القلمون الشرقي، وفرضت حصاراً كاملاً على مدينة الرحيبة، وسط غارات جوية وقصف مدفعي وصاروخي عنيف. وقالت مصادر محلية إن قوات النظام طوقت البلدة وفصلتها عن باقي قرى وبلدات القلمون الشرقي، مشيرة إلى أن قوات النظام سيطرت على أرض الخرنوبة و"الكتيبة النارية"، بعد انسحاب الفصائل باتجاه مواقعها الخلفية.
وتقول مصادر المعارضة إن الفصائل الموجودة في الرحيبة، وفي مقدمها "جيش تحرير الشام" التابع لـ"الحر"، لم تحسم خياراتها بعد بشأن البقاء في المدينة أو الخروج منها.