وساطة قطر في أفغانستان: نحو المصالحة الشاملة

04 مايو 2015
سبق أن توسطت الدوحة بين واشنطن و"طالبان" (فرانس برس)
+ الخط -

تنطلق قطر، التي استضافت على مدى يومين حواراً بين مختلف الأطراف الأفغانية، من نجاحاتها السابقة كوسيط في أكثر الملفات الشائكة في المنطقة، لتعمل على جمع فرقاء النزاع الأفغاني، وحثهم على التفاوض من أجل المصالحة الشاملة، على الرغم من تعقيد الأزمة.

اقرأ أيضاً اللقاء الأفغاني بالدوحة: أكثر من حوار وأقل من مفاوضات

وجاءت آخر وساطات الدوحة، قبل احتضانها للمؤتمر الأفغاني، في شهر مايو/أيار العام الماضي، حين جمعت بين واشنطن وحركة "طالبان" في مفاوضات سرّية، انتهت بالإفراج عن جندي أميركي أسير لدى حركة "طالبان" منذ خمس سنوات، مقابل الإفراج عن خمسة من قادة الحركة، كانوا في معتقل غوانتنامو. وجرى نقل معتقلي "طالبان" إلى قطر، حيث وضعوا تحت الرقابة. وقال حينها وزير الخارجية القطري خالد العطية إن "توسط بلاده للإفراج عن خمسة من عناصر (طالبان) من سجن غوانتانامو جاء بدوافع إنسانية".

ولم تبدأ الدبلوماسية القطرية في الملف الأفغاني، من خلال وساطتها للإفراج عن الجندي الأميركي، بل قبل ذلك بكثير، حين دخلت في حوارات غير معلنة مع واشنطن، وحركة "طالبان"، انتهت بفتح مكتب تمثيلي للحركة في الدوحة عام 2013، بهدف التوصل إلى حل سلمي للنزاع في أفغانستان، تمهيداً لإطلاق حوار بين واشنطن وحركة "طالبان". غير أن هذا الحوار ما لبث أن أُجهض، بعد احتجاج حكومة الرئيس الأفغاني السابق حامد قرضاي على مسمى "الإمارة الإسلامية" الذي وضعته الحركة على مكتبها التمثيلي في الدوحة. وقامت الحركة بعدها بإغلاق مكتبها التمثيلي بشكل مؤقت، مبررة ذلك بأسباب تتعلق "بنقض العهود" الأميركية والأفغانية.

وأمس الأحد، اختتم الحوار الأفغاني ـ الأفغاني في الدوحة، بمشاركة 45 شخصية أفغانية، من بينها 8 شخصيات تمثل حركة "طالبان". لكن لا يتوقع صدور بيان ختامي حول نتائجه أو الاتفاق بين المتحاورين، على الخطوة المقبلة؛ فاللقاء حسب المتحدث باسم المكتب السياسي "لإمارة أفغانستان الإسلامية" في الدوحة، محمد نعيم، كان مكاناً لعرض المواقف، إذ قدّمت حركة "طالبان"، بياناً من ثماني صفحات، لخصت فيه مواقفها مما يجري في أفغانستان، وشروطها للجلوس إلى طاولة الحوار، وأهمها شرط انسحاب قوات الاحتلال الأجنبية التام من أفغانستان.

وكانت الدوحة، من جهتها، قد لخصت المطلوب من الحوار الأفغاني، الذي جرى على مدى يومين في الغرف المغلقة، على لسان مدير الإدارة الآسيوية بوزارة الخارجية القطرية يوسف السادة، بالقول، حسب تصريح صحافي لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن الدوحة "تسعى من خلال تنظيم هذا الحوار إلى تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف الأفغانية حول كافة القضايا، والموضوعات التي تحقق الأمن والسلام والاستقرار للشعب الأفغاني".

ويأتي رفض حركة "طالبان" إجراء محادثات سلام أو الجلوس إلى طاولة التفاوض، كما جاء على لسان المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة "طالبان"، محمد نعيم، في حديثه لـ "العربي الجديد"، وتأكيده أنها "ليست محادثات سلام أو تفاوض"، ليبين الفرق الشاسع في المواقف بين الحركة من جهة، والحكومة الأفغانية من جهة ثانية.

وتعد العناوين التي اقترحتها الدوحة للحوار الأفغاني، والتي دارات المناقشات حولها على مدى يومين، والمتمثلة بتحقيق المصالحة الوطنية، المدخل الذي تجده الدبلوماسية القطرية، مناسباً لتحقيق نقطة التقاء بين الأطراف المتصارعة في أفغانستان، بحيث تضعهم جميعاً إلى طاولة حوار رسمي، ينهي عقوداً من الصراع الدامي في أفغانستان.

المساهمون