قد يكون تفوّق العاصمة البريطانية لندن، للمرّة الأولى، على مدينة نيويورك الأميركية في عدد الضحايا الشهري لجرائم القتل العمد، دليلاً دامغاً على تصاعد وتيرة العنف فيها لأسباب عديدة، منها كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو الوضع المعيشي الذي بات يعاني منه الكثيرون.
لذلك وجب توعية الشباب حول استخدام العصابات مواقع التواصل الاجتماعي بشكل متزايد، ما دفع خبراء إلى القول، لصحيفة "ذا غارديان"، إنه يجب إعطاء العاملين الشباب دورات تدريبية حول العلاقة بين وسائل الإعلام الاجتماعي والعنف.
ويقول محاضر علم الجريمة كريغ بينكني، الذي يقيم دورات في المملكة المتحدة والعالم للأشخاص الذين يعملون مع الشباب والأخصائيين الاجتماعيين والمدرسين، إنّ الحكومة بحاجة إلى تحديث نهجها. وإنّه ينبغي عليها النظر في تمويل برامج تثقيف العاملين الشبان في وسائل الإعلام الاجتماعية، لأنّ الكثير من الناس لا يزالون يفكرون بالطريقة ذاتها التي تعود إلى عامي 2001 و2005. على سبيل المثال، إن وقع شجار أمام المدرسة، هناك فرص كثيرة أن وسائل التواصل الاجتماعي شاركت فيه، لذلك ينبغي مساعدة المتخصصين على فهم ذلك.
وأول من أمس، ألقت مفوضة شرطة العاصمة، كريسيدا ديك، اللوم على وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب الدور الذي تلعبه في إثارة العنف بينهم. وقالت لـ "ذا تايمز"، إنّ هذه المواقع تحث الناس على إعادة النظر، حتى يمكن أن تتحوّل النزاعات التافهة إلى مشاكل عنيفة في غضون دقائق، حين يهاجم المنافسون بعضهم البعض عبر الإنترنت.
اقــرأ أيضاً
ويقول الباحث في الإعلام الإلكتروني، الدكتور خليل آغا، لـ "العربي الجديد": "من المعروف أنّ مستوى العنف يرتبط بالظروف الاجتماعية بشكل عام في أي مجتمع، وأن هناك عوامل أساسية عدة تلعب دورا محوريا كالوضع الاقتصادي، ومستوى التعليم والبطالة. بيد أنّ هناك عوامل إضافية لدى الدول التي تستقبل الأقليات المهاجرة، أبرزها التهميش والقدرة على التأقلم والمستوى المعيشي لهذه الأقليات. ولفت إلى وجود إحصائية عن مستوى العنف، تفيد بأنّ الشباب يشكّلون الجزء الأكبر بين العصابات بشكل أساسي في دول غربية كبريطانيا وألمانيا وفرنسا.
ويضيف آغا، أنّ الاختلاف قد يأتي نتيجة لكيفية تفاعل الشباب مع وسائل التواصل الاجتماعي، في حال إدراج عامل مستوى التأقلم مع المجتمعات الحاضنة. ويرى أنّ الأقليات التي لديها نسبة اندماج أعلى ينخفض فيها مستوى الجريمة بشكل ملحوظ. وبالارتكاز إلى أنّ وسائل التواصل الاجتماعي تزيد من مستويات التفاعل بين أفراد أي مجموعة/مجتمع، ما قد يؤدي إلى تشكيل مجموعات منظّمة من ضمنها الجريمة، التي نرى أنّ أغلب ضحاياها في بريطانيا، على سبيل المثال، من الشباب ومن الأقليات بشكل أكثر تحديدا، وكذلك الأمر بالنسبة لمرتكبيها.
ويؤكّد أنّ تعامل الشرطة والأخصائيين مع وسائل التواصل الاجتماعي وفهم تأثيراتها لا يزال قاصراً ومحدوداً. خاصّة لو نظرنا إلى جيل الشباب الذي نشأ ضمن منظومة التفاعل اليومية على وسائل التواصل الاجتماعي، في وقت لا يزال الجيل الأكبر سنّاً يحاول فهم مدى تأثيرها على الشباب، وما يصاحب هذه الوسائل من تطور بشكل متسارع، وظهور العديد من هذه الشبكات.
وبما أنّ هناك حاجة ملحّة للمهنيين لكسب الوعي في هذا المجال، بدأ بينكني إدارة جلسات التواصل الاجتماعي للعمال الشباب منذ عام، بعد كتابة تقرير عن كيفية تنظيم العصابات نفسها عبر الإنترنت. فضلاً عن ذلك، عرض لقطات مصورة لشباب يسخرون أو يستفزون بعضهم البعض، من خلال مقاطع فيديو موسيقية على وسائل التواصل الاجتماعي، ويقدّم المشورة للعاملين حول كيفية حماية الشباب من هذه الأمور.
في السياق ذاته، يقول سيمون هاردينغ، محاضر بارز في علم الجريمة في جامعة ميدل سكس، إنّهم بدأوا يلاحظون استخدام العصابات وسائل التواصل الاجتماعي منذ أربع سنوات، التي تضاعفت منذ ذلك الحين، كل عام. ويتابع أنّه من الصعب تحديد الأرقام في ظل غياب إحصائيات أو أبحاث، لكن كل عصابة شوارع، يعرفها اليوم لها وجود على الإنترنت. ويكمل بالقول إنّ الشباب منغمسون تماماً في هذا العالم، لذلك من المنطقي تطوّر نشاط العصابات عبر الإنترنت.
أمّا هاردينغ، فيشير إلى أنّ الكثير من العصابات لديها مواقع ويب، وأتباع معجبون بها على الإنترنت، معرباً عن قلقه حول تهيئة الشباب للانضمام إلى أنشطة عنيفة عن غير قصد بعد التواصل مع العصابات. ويقول إنّ العصابات استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مختلف تبعاً لأهدافها، لكن المنصات الأشهر شملت يوتيوب وسناب شات.
بدوره، يشير متحدث باسم يوتيوب، إلى أنّهم يعملون عن كثب مع منظمات مثل شرطة متروبوليتان لفهم السياق المحلي، حتى يتمكنوا من فهم عملية تصاعد التعبير إلى تهديدات حقيقية. وأضاف أنهم ملتزمون بمواصلة وتحسين العمل في هذه المسألة، للتأكّد من أنّ يوتيوب ليس مكاناً لأولئك الذين يسعون إلى إلحاق الأذى بالآخرين.
من جهته، يوضح متحدّث من سناب شات، أنّهم يأخذون على محمل الجد مسؤولية خلق بيئة آمنة، وأنّهم يعملون على دمج طرق جديدة وسهلة للتبليغ عن التهديدات والعنف وغيرها من مخاوف السلامة.
يبقى الحل الوحيد لهذه المشكلة، هو التعليم، في رأي هاردينغ، الذي يعتقد أنّ المدارس يجب أن تكون أكثر وعياً بما يجري، حتى يمكن تثقيف الشباب حول مواقع العصابات. وأردف: "هذا مهم للتأكّد من عدم إعدادهم للتجنيد".
ويقول محاضر علم الجريمة كريغ بينكني، الذي يقيم دورات في المملكة المتحدة والعالم للأشخاص الذين يعملون مع الشباب والأخصائيين الاجتماعيين والمدرسين، إنّ الحكومة بحاجة إلى تحديث نهجها. وإنّه ينبغي عليها النظر في تمويل برامج تثقيف العاملين الشبان في وسائل الإعلام الاجتماعية، لأنّ الكثير من الناس لا يزالون يفكرون بالطريقة ذاتها التي تعود إلى عامي 2001 و2005. على سبيل المثال، إن وقع شجار أمام المدرسة، هناك فرص كثيرة أن وسائل التواصل الاجتماعي شاركت فيه، لذلك ينبغي مساعدة المتخصصين على فهم ذلك.
وأول من أمس، ألقت مفوضة شرطة العاصمة، كريسيدا ديك، اللوم على وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب الدور الذي تلعبه في إثارة العنف بينهم. وقالت لـ "ذا تايمز"، إنّ هذه المواقع تحث الناس على إعادة النظر، حتى يمكن أن تتحوّل النزاعات التافهة إلى مشاكل عنيفة في غضون دقائق، حين يهاجم المنافسون بعضهم البعض عبر الإنترنت.
ويقول الباحث في الإعلام الإلكتروني، الدكتور خليل آغا، لـ "العربي الجديد": "من المعروف أنّ مستوى العنف يرتبط بالظروف الاجتماعية بشكل عام في أي مجتمع، وأن هناك عوامل أساسية عدة تلعب دورا محوريا كالوضع الاقتصادي، ومستوى التعليم والبطالة. بيد أنّ هناك عوامل إضافية لدى الدول التي تستقبل الأقليات المهاجرة، أبرزها التهميش والقدرة على التأقلم والمستوى المعيشي لهذه الأقليات. ولفت إلى وجود إحصائية عن مستوى العنف، تفيد بأنّ الشباب يشكّلون الجزء الأكبر بين العصابات بشكل أساسي في دول غربية كبريطانيا وألمانيا وفرنسا.
ويضيف آغا، أنّ الاختلاف قد يأتي نتيجة لكيفية تفاعل الشباب مع وسائل التواصل الاجتماعي، في حال إدراج عامل مستوى التأقلم مع المجتمعات الحاضنة. ويرى أنّ الأقليات التي لديها نسبة اندماج أعلى ينخفض فيها مستوى الجريمة بشكل ملحوظ. وبالارتكاز إلى أنّ وسائل التواصل الاجتماعي تزيد من مستويات التفاعل بين أفراد أي مجموعة/مجتمع، ما قد يؤدي إلى تشكيل مجموعات منظّمة من ضمنها الجريمة، التي نرى أنّ أغلب ضحاياها في بريطانيا، على سبيل المثال، من الشباب ومن الأقليات بشكل أكثر تحديدا، وكذلك الأمر بالنسبة لمرتكبيها.
ويؤكّد أنّ تعامل الشرطة والأخصائيين مع وسائل التواصل الاجتماعي وفهم تأثيراتها لا يزال قاصراً ومحدوداً. خاصّة لو نظرنا إلى جيل الشباب الذي نشأ ضمن منظومة التفاعل اليومية على وسائل التواصل الاجتماعي، في وقت لا يزال الجيل الأكبر سنّاً يحاول فهم مدى تأثيرها على الشباب، وما يصاحب هذه الوسائل من تطور بشكل متسارع، وظهور العديد من هذه الشبكات.
وبما أنّ هناك حاجة ملحّة للمهنيين لكسب الوعي في هذا المجال، بدأ بينكني إدارة جلسات التواصل الاجتماعي للعمال الشباب منذ عام، بعد كتابة تقرير عن كيفية تنظيم العصابات نفسها عبر الإنترنت. فضلاً عن ذلك، عرض لقطات مصورة لشباب يسخرون أو يستفزون بعضهم البعض، من خلال مقاطع فيديو موسيقية على وسائل التواصل الاجتماعي، ويقدّم المشورة للعاملين حول كيفية حماية الشباب من هذه الأمور.
في السياق ذاته، يقول سيمون هاردينغ، محاضر بارز في علم الجريمة في جامعة ميدل سكس، إنّهم بدأوا يلاحظون استخدام العصابات وسائل التواصل الاجتماعي منذ أربع سنوات، التي تضاعفت منذ ذلك الحين، كل عام. ويتابع أنّه من الصعب تحديد الأرقام في ظل غياب إحصائيات أو أبحاث، لكن كل عصابة شوارع، يعرفها اليوم لها وجود على الإنترنت. ويكمل بالقول إنّ الشباب منغمسون تماماً في هذا العالم، لذلك من المنطقي تطوّر نشاط العصابات عبر الإنترنت.
أمّا هاردينغ، فيشير إلى أنّ الكثير من العصابات لديها مواقع ويب، وأتباع معجبون بها على الإنترنت، معرباً عن قلقه حول تهيئة الشباب للانضمام إلى أنشطة عنيفة عن غير قصد بعد التواصل مع العصابات. ويقول إنّ العصابات استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مختلف تبعاً لأهدافها، لكن المنصات الأشهر شملت يوتيوب وسناب شات.
بدوره، يشير متحدث باسم يوتيوب، إلى أنّهم يعملون عن كثب مع منظمات مثل شرطة متروبوليتان لفهم السياق المحلي، حتى يتمكنوا من فهم عملية تصاعد التعبير إلى تهديدات حقيقية. وأضاف أنهم ملتزمون بمواصلة وتحسين العمل في هذه المسألة، للتأكّد من أنّ يوتيوب ليس مكاناً لأولئك الذين يسعون إلى إلحاق الأذى بالآخرين.
من جهته، يوضح متحدّث من سناب شات، أنّهم يأخذون على محمل الجد مسؤولية خلق بيئة آمنة، وأنّهم يعملون على دمج طرق جديدة وسهلة للتبليغ عن التهديدات والعنف وغيرها من مخاوف السلامة.
يبقى الحل الوحيد لهذه المشكلة، هو التعليم، في رأي هاردينغ، الذي يعتقد أنّ المدارس يجب أن تكون أكثر وعياً بما يجري، حتى يمكن تثقيف الشباب حول مواقع العصابات. وأردف: "هذا مهم للتأكّد من عدم إعدادهم للتجنيد".