وصل وزير الدفاع اللبناني، سمير مقبل، إلى طهران، اليوم السبت، لبحث تفاصيل المنحة العسكرية التي تنوي إيران تقديمها للجيش اللبناني. والتقى مقبل بعد استقباله رسمياً في مقر وزارة الدفاع الإيرانية، بنظيره حسين دهقان، وأجرى الطرفان معاً بحضور وفدين من ضباط البلدين محادثات أولية ستستمر خلال اليومين المقبلين.
وفي زيارة الأيام الثلاثة سيلتقي مقبل برئيس مجلس الأمن القومي الأعلى علي شمخاني، فضلاً عن رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني. وكان شمخاني هو من أعلن لدى زيارته إلى بيروت أواخر شهر سبتمبر/أيلول الماضي، عن هذه المنحة العسكرية دون أن يذكر معلومات تفصيلية حولها.
وتحدث مسؤولون إيرانيون في وقت سابق، أن الهدف من هذه المساعدة هو دعم الجيش اللبناني في حربه ضد الإرهاب، خصوصاً بعد المواجهة التي خاضها، ويخوضها، مع مسلّحين ينتمون لـ"جبهة النصرة" ولتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وأضاف صفري أن "الإرهاب يهدد الأمن والاستقرار في لبنان، مثل التفجير الذي استهدف السفارة الإيرانية جنوبي العاصمة بيروت، وأودى بحياة الملحق الثقافي ابراهيم أنصاري". واعتبر أن "هذا يتطلب تحركاً وجهوداً مكثفة".
كذلك أعلن عن أن "إيران تنوي تطوير علاقاتها مع الجيش في لبنان، ليتبادل الطرفان المعلومات الأمنية وليجهّزا معاً لمناورات وتدريبات عسكرية مشتركة، وهو ما سيساعد على مكافحة الإرهاب". ولفت إلى أن "هدف قوى 14 مارس/آذار و8 مارس/آذار هو تحقيق الاستقرار في لبنان وهدف إيران لا يبتعد عن مسعاهم"، حسبما أكد.
وبعد أن ينهي مقبل زيارته لطهران، يتوجب عليه طرح ما ناقشه هناك على طاولة مجلس الوزراء، ولقبول منحة إيران العسكرية يجب أن يوافق كل الوزراء عليها بالإجماع، ولكن البعض يتوقعون أن ينتهي الأمر بسجال سياسي لبناني.
ورأى بعض قوى 14 مارس أن "من الخطر أن يكون لإيران موطئ قدم في مؤسسة عسكرية أمنية رسمية في لبنان". وأكدوا أن "قبول المنحة، يعني خرقاً رسمياً للعقوبات الدولية التي تمنع إيران من تصدير أسلحتها".
واعتبرت قوى 8 مارس أن "المنحة العسكرية غير مشروطة، ولا علاقة لها بالعقوبات". ولفتوا إلى أن "المساعدة ضرورية للجيش في هذا الوقت".
ويقول خبراء الشأن الإيراني، أن "طهران التي أعلنت سابقاً عن مساعدة الحكومتين العراقية والسورية في حربهما ضد الإرهاب وضد داعش، تسعى لأن تساعد الجيش اللبناني أيضاً وهو ما سيخفف العبء عن حزب الله كذلك، وسيعطي إيران دوراً مشروعاً لتكون جزءاً من الحرب على الإرهاب، وهو ما سيؤدي لجدل إقليمي ودولي"، كما يقول مراقبون.