وزير الداخلية الإسباني يزور المغرب لبحث التنسيق الأمني

29 اغسطس 2017
الوزير المغربي:التنسيق الأمني بين الرباط ومدريد مثال نموذجي(جلال مرشيدي/الأناضول)
+ الخط -

 

التقى وزير الداخلية الإسباني، خوان إنياسيو زوادو، بنظيره المغربي عبد الوافي لفتيت، صباح اليوم الثلاثاء، في زيارة هي الثالثة من نوعها للمسؤول الحكومي الإسباني إلى المملكة.

وعقد الوزيران المغربي والإسباني ندوة صحافية تطرقا فيها إلى التفاهم الثنائي حول التعاون والتنسيق الأمني والاستخباراتي بين الرباط ومدريد، خصوصا في خضم الأحداث التي ضربت برشلونة، ويقف وراءها منفذون من أصول مغربية.

التنسيق الأمني بين المغرب وجارته الشمالية عرف نوعا من التكثيف السريع منذ الأحداث التي استهدفت مدريد، لكن زادت وتيرتها منذ سنة 2015، حيث بلغت الدرجة الرابعة من التنسيق والتأهب الأمني.

وتفاهم الطرفان المغربي والإسباني، بمناسبة هذه الزيارة، حول سبل التصدي لظاهرة الإرهاب المتمددة في أوروبا، وطرق حماية الشبان المهاجرين من "غسيل الدماغ" الذي يتعرضون له من طرف جماعات متطرفة، تودي بهم إلى القيام بعمليات دموية ضد البلدان التي آوتهم واحتضنتهم.

ولمّح وزير الداخلية الإسباني بشكل غير مباشر الى مسؤولية بلاده في تغلغل التطرف الديني وسط الجيلين الثالث والرابع للمهاجرين المغاربة في إسبانيا.

وقال إن، "المتورطين في هجمات برشلونة، التي أودت بحياة 16 شخصا، يتحدرون من أصول مغربية، لكن يتعين الاعتراف بأنهم ولدوا ونشأوا فوق التراب الإسباني".

وتطرق الوزير إلى مستجدات التحقيقات في موضوع الهجوم الذي استهدف برشلونة قبل أيام، وقال إن السلطات الأمنية المغربية اعتقلت 3 أشخاص، أحدهم كان يخطط لتفجير السفارة الإسبانية بالرباط، قبل أن تمتد إليه أيدي الأجهزة الأمنية بالمملكة.

وتابع زوادو القول إن الأمن المغربي استنطق أيضا عائلات المعتقلين الأربعة المتورطين في هجوم الدهس ببرشلونة، بهدف الوصول إلى معلومات تفيد سير التحقيقات الجارية، وتمنح صورة أوضح حول امتدادات الخلية الإرهابية المتحدرة من بلدة ريبول الإسبانية.

من جهته، اعتبر وزير الداخلية المغربي أن مستوى التنسيق الأمني بين الرباط ومدريد مثال نموذجي يحتذى به بين الدول، باعتبار أنه حقق الكثير من النتائج المرضية، بدليل تفكيك الكثير من الخلايا الإرهابية التي تنطلق من المغرب أو توجد على الأراضي الإسبانية.

ورمى المسؤول المغربي بكرة المسؤولية عن تطرف الشبان الذين قاموا بالعملية الإرهابية في برشلونة في ملعب الحكومة الإسبانية، وقال إن هؤلاء الشبان ترعرعوا هناك، ولم ينشأوا في المغرب رغم أن أصولهم من المملكة.

ويعلق الدكتور عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، على موضوع زيارة وزير الداخلية الإسباني للمغرب، بالقول إنها تأتي في سياق تشهد فيه دول أوروبا الغربية تصاعد موجة "داعش أوروبا".

ويضيف اسليمي في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن هذا التصنيف الجغرافي الإرهابي الجديد يعبر عن الخلايا الموحدة وراء الضربات الأخيرة في أوروبا.

ويشرح الخبير أن "داعش أوروبا" يضم نوعيْن من الشبكات: شبكة المقاتلين الإرهابيين الأوروبيين العائدين من الأراضي السورية والعراقية، مثل العملية التي نفذها أباعود في باريس، والشبكة الأوروبية الإرهابية المحلية، مثل خلية برشلونة الأخيرة.

ولفت المتحدث إلى أن السلطات الأمنية الأوروبية ما زالت لحد الآن "لا تريد استيعاب وفهم أن الجيل الجديد من الإرهابيين أوروبي النشأة، حتى لو أنه مغاربي الأصل".

وتابع اسليمي أن "النسيج الإرهابي يتمدد في الشريط الممتد من بلجيكا وفرنسا وصولا إلى إسبانيا، وداخل هذا التمدد يحتاج الإسبان إلى مساعدة السلطات الأمنية المغربية".

واسترسل بأن مركز الأبحاث القضائية المغربية "بات يملك قاعدة معلومات كبيرة حول تحركات الجيل الجديد من داعش أوروبا، تم جمعها في الثلاث سنوات الماضية من الداعشيين المغاربة الذين عادوا من الأراضي السورية، ويوجدون حاليا بالسجون".

وعاد اسليمي ليقول إن زيارة وزير الداخلية الإسباني في هذا التوقيت تأتي نتيجة ذعر السلطات الإسبانية مما هو قادم، فالإسبان يحتاجون للتعاون المغربي نظرا لهذه الموجة الإرهابية الأوروبية المحلية التي تأتي من أشخاص إسبان من أصول مغربية.

وزاد المحلل عينه بأن الإسبان لديهم صعوبة في فهم الحقل الديني في إسبانيا الذي يظل هشا، وتمور فيه صراعات كبيرة بين "إسلامات أوروبا" الممولة "ما يسهّل عملية التجنيد".

وخلص اسليمي إلى أن زيارة وزير الداخلية الإسباني للمغرب بعد ضربة برشلونة قد تكون طلبا للمعلومة أولا، بعد إلقاء السلطات الأمنية المغربية القبض على شخص له علاقة بخلية برشلونة كان يرتب لتفجير السفارة الإسبانية بالرباط.

وأكمل الخبير "ثانيا، طلبا لإعادة تفعيل التنسيق بين السلطات الأمنية في البلدين بعد فتورها في الأشهر الأخيرة"، موردا أنه "من الواضح اليوم أن إسبانيا وشمال المغرب يوجدان في درجة متقدمة من المخاطر"، وفق تعبيره.

 

 

 

 

 

 

 

المساهمون