وقال الوزير القطري إن "الوسيط الرئيسي لحلّ الأزمة هو أمير الكويت، وهو من يحدّد مسار العمل". غير أنّه أثنى في الوقت نفسه على الجهود الأميركية لحلّ الأزمة، واصفاً إياها بالمهمة جداً، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، أكّد أنّه سيرسل موفدين إلى المنطقة لكسر الجمود الحاصل في الأزمة.
وفيما يتعلق بالموقف من بيان المنامة، لفت الوزير القطري إلى أن "الأزمة تفتقر لحسن النوايا، ويظهر ذلك بسلوك تلك الدول، ومنها أخيرًا بيان اجتماع المنامة الذي تطرق لعدة تناقضات، وهي الرجوع إلى المطالب الـ13 بعد أن تداولوا الأمر في سلسلة من اللقاءات المختلفة، واعتبروا هذه المطالب لاغية، ليعتمدوا مطالب القاهرة فقط".
وجدد الوزير القطري القول إن "قطر لم تضع شروطاً لبدء أي حوار"، مشيراً إلى أن "ما طلبناه هو فقط التراجع عن الإجراءات، والتي تخالف القوانين الدولية".
وأضاف: "شرحنا للوزيرالانعكاسات السلبية للحصار على دولة قطر، سواء من الناحية الاقتصادية أو الانسانية، والمخالفات الواضحة للقانون الدولي التي مورست ضد دولة قطر، كما شرحنا الاجراءات القانونية التي تتخذها دولة قطر لحلحلة وتفكيك الاجراءات غير القانونية، وأكدنا ان هذه الأزمة بنيت على افتعال هجمات، وكانت بدايتها بقرصنة إلكترونية، وهي بنيت على أساس جريمة، وليس لها أساس سياسي كما يزعمون".
وقال ردًّا على إحدى الأسئلة إن "مصافحة وزيري الخارجية السعودي والإيراني شأن داخلي" لا تتدخل قطر به.
من جهته، أكد وزير الخارجية الإيطالي، أنجيلينو ألفانو، أن العلاقات مع قطر "ممتازة"، مبيناً أنه "يتابع الأزمة الخليجية عن كثب".
وحول الموقف من بيان القاهرة قال الوزير الإيطالي "لا نريد التصعيد الذي ورد في بيان القاهرة، عبرنا عن قلقلنا من التداعيات الإنسانية للأزمة الخليجية".
وبشأن رؤية بلاده لحل الأزمة، أوضح ألفانو: "نريد اللجوء للأساليب الدبلوماسية لحل الأزمة الخليجية"، مشدداً على أنه "يجب التركيز على حسن النوايا بين قطر والخليج لحل الأزمة".
وتابع "نرغب بتدعيم الحوار السياسي مع قطر ورئيس الوزراء الإيطالي حملني رسالة للدوحة".
وتابع: "لا نريد أن نرى أي تصعيد في منطقة الخليج، وندعم الحوار، ونريد مواجهة العدو المشترك وهو الإرهاب"، وكشف الوزير الإيطالي أنه سيغادر الدوحة التي وصلها اليوم متوجها إلى روما، "دون زيارة أي دولة أخرى"، في ردّ على سؤال عمّا إذا كان سيزور دولة خليجية أخرى غير الدوحة.
صفقة عسكرية
وفي شأن متّصل، أعلن وزير الخارجية القطري، إتمام صفقة مع إيطاليا لتزويد القوات البحرية الأميرية القطرية، بـ7 قطع عسكرية بحرية إيطالية، بقيمة 5 مليارات يورو، مشيدًا بمتانة العلاقات الاقتصادية والدفاعية وبعمق التشاور السياسي بين قطر وإيطاليا.
وأوضح أن الوزير الإيطالي التقى أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء، الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني، ورئيس جهاز قطر للاستثمار، الشيخ عبدالله بن محمد آل ثاني، كاشفًا أنه بحث مع نظيره الإيطالي أهم مايخص العلاقات الثنائية "القوية"، وأنه تم توقيع اتفاق تشاور سياسي بين البلدين، ومذكرة تفاهم بين جهازالصندوق الاستراتيجي الايطالي، وجهاز قطر للاستثمار، وذلك للنظر في مشاريع مشتركة.
وفي المقابل، لفت الوزير الإيطالي إلى أن الشركات الإيطالية تعمل في مشروع مترو الدوحة، وفي منشآت مونديال قطر 2022. وأشار إلى توقيع عقد لتوريد 7 قطع بحرية للقوات البحرية القطرية، موضحًا أن بلاده تعمل مع قطر على تطوير قطاع المتاحف والمشاركة في تطوير تكنولوجيتها الرقمية، وتسعى لتعزيز علاقاتهم مع الدوحة اقتصاديًا وعسكريًا وثقافيًا، وأن بلاده
يذكر أن هناك تعاونًا في المجال الأمني والعسكري بين قطر وإيطاليا، وهو ما تكلّل بافتتاح مكتب ضابط الاتصال والدفاع الإيطالي في قطر، فضلًا عن أن هناك اتفاقية خاصة بالدفاع وقعت بين البلدين في عام 2010. ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين يقارب 3 مليارات يورو، في حين تحتضن قطر 2300 شخص يمثلون الجالية الإيطالية.