وزير إسرائيلي: إيران تستهدف تركيز 100 ألف مقاتل على الحدود في سورية

12 يوليو 2019
هنغبي: إسرائيل ستربح بأي مواجهة مع إيران(Getty)
+ الخط -
قال وزير التعاون الإقليمي في حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي تساحي هنغبي، إن "التقارب بين إسرائيل ودول عربية، كان أفضل ما نجم عن عدوانية إيران". وبحسب "يسرائيل هيوم"، التي نشرت مقابلة مع هنغبي، فقد زار الأخير الأردن عشرات المرات، وعقد لقاءات غير قليلة مع مسؤولين من دول الخليج. 

وأقرّ هنغبي بأن "فرص اندلاع مواجهة مع إيران أو أذرعها، هي أكبر من فرص عدم اندلاعها". وأضافت الصحيفة معلقة على ذلك، أنه "بالرغم من الصياغة الحذرة، فإن تحليلات هنغبي لا تترك مجالاً للشك بأنه يعتقد أن السؤال هو ليس ما إذا كانت ستندلع هذه المواجهة العسكرية، وإنما متى". 

وأضاف هنغبي في المقابلة، أن المواجهة التي كانت بين إسرائيل وإيران لغاية الآن، هي مواجهة غير مباشرة، تحولت اليوم إلى مباشرة، وأن المواجهة بين إيران وإسرائيل، سواء أكانت بشكل مباشر أم غير مباشر، لا يمكن منعها، وهي على كل حال "في تصاعد مستمر". 

وادعى هنغبي، في سياق الترويج الإسرائيلي للخطر الإيراني المباشر على دولة الاحتلال، أنه "بالنسبة لإيران، فإن احتلال سورية مهد الطريق لتطويق إسرائيل، بمساعدة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة وحزب الله في لبنان، من ثلاث جبهات. ويشكل حزب الله، بحسب الوزير الإسرائيلي أكبر منظمة عسكرية في العالم من حيث قوتها العسكرية، وفي العام ونصف العام الأخير، ومنذ استقرار نظام بشار الأسد، فإن هدفهم هو صنع تهديد جديد مكون من 80 إلى 100 ألف مقاتل يتمركزون على الحدود مع إسرائيل". 

ولفت هنغبي إلى أن نقطة التحول أيضاً في النشاط الإسرائيلي كانت قبل عام ونصف تقريباً، حيث "تركز هذا النشاط حتى ذلك الوقت باستهداف إرساليات السلاح المتطور إلى "حزب الله" أو ضد محاولات عينية للسيطرة على الجولان، وعندها أدركت إسرائيل ما يخطط له الإيرانيون، واتخذ الكابينت السياسي والأمني القرارات الحكيمة والمطلوبة بالتنسيق التام والشراكة مع أجهزة الأمن"، في إشارة للاعتداءات التي نفذتها إسرائيل في سورية. 

وقال الوزير الإسرائيلي إنه "نضج في إسرائيل الإدراك بأنه لا يمكن تكرار الخطأ الذي ارتكبته بعد حرب لبنان الثانية (عدوان تموز 2006)، حيث كنا مستنزفين، وتمكن حزب الله من إعادة بناء قوته، بحيث أصبح يملك 160 ألف صاروخ وقذيفة، وعليه فإن القرار الذي اتخذه الكابينت الإسرائيلي هو منع حدوث أمر مماثل في سورية. وعليه، فإنه كلما توفرت معلومات استخبارية لتموضع إيراني، نشطت إسرائيل، وتمّ خلال العامين الماضيين استهداف 200 هدف، وهذه حقيقة معلنة. ورداً على ذلك، تحرك الإيرانيون عسكرياً، للمرة الأولى منذ إقامة إسرائيل، وأطلقوا طائرتهم المسيرة التي وصلت عبر الأجواء الأردنية، كما أن التقديرات تشير إلى أنهم يقفون وراء عملية إطلاق الصواريخ باتجاه جبل الشيخ". 


واعتبر هنغبي أن إسرائيل "لا يمكنها القبول بثمن الامتناع عن المواجهة، الذي يعني إعطاء ضوء أخضر للإيرانيين للتموضع في سورية. نحن مصممون على فعل كل ما يلزم لضرب هذا التموضع، وإلا فسنحصل على مملكة إرهاب إضافية على الحدود، أكبر من حزب الله ومن حماس. وأعتقد أن الإيرانيين يقدرون هم أيضاً أن الامتناع عن مواجهة عسكرية مع إسرائيل ليس مجدياً، فقد استثمروا جهوداً كبيرة لإنقاذ الأسد، ويبحثون الآن عن أرباح هذه الاستثمارات. كما أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس، غير مرتدع عن دفع هذا الثمن، بل على العكس من ذلك". 

وكرر هنغبي الرسائل الإسرائيلية المعتادة، بأن إسرائيل تسعى لأن يدرك الإيرانيون أن "مغامرتهم في سورية غير مجدية، وأنه لا فائدة أو مدى ممكناً لتموضع إيراني في سورية، وقد يظنون أننا سنتوقف عن معارضة ذلك، وهو أمر لن يحدث، لذلك فإن الطرفين يتجهان نحو مواجهة".

وخلص الوزير الإسرائيلي إلى القول إن المواجهة بين إيران وإسرائيل في سورية تجري بشكل مباشر، فنحن نضرب وهم يردون، وإن كانوا لا يوجعوننا، علماً بأن بمقدورهم ضربنا بالصواريخ من إيران. والمواجهة مع إيران مستحسنة، لأننا سنخرج رابحين منها. نحن نستعد لهذه المواجهة بكل القوة والقدرات المتوفرة، ومن ثم فإننا نستعد لازدياد احتمالات تفجر هذه المواجهة خلال العام الحالي، أو في العام المقبل".