وزارة الصحة الموريتانية تقطع رواتب الأطباء المضربين

20 مايو 2018
الإضراب مستمر منذ أسبوعين (العربي الجديد)
+ الخط -
أصدرت وزارة الصحة الموريتانية أوامر صارمة للمديرين الجهويين للصحة في عموم البلاد، بتحديد الأطباء المشاركين في الإضراب المفتوح الذي يتواصل منذ قرابة أسبوعين، وذلك لقطع رواتبهم عقاباً لهم على الإضراب عن العمل الذي تسبب في تعطيل المستشفيات والمراكز الطبية في البلاد.

وقالت مصادر رسمية لـ"العربي الجديد" إنّ وزارة الصحة أصدرت رسمياً تعميماً مكتوباً وجهته إلى الإدارات الجهوية داخل البلاد، بتحديد جميع الأطباء المشاركين في الإضراب وقطع رواتبهم الشهر الجاري، معتبرة أنّ الإضراب أضرّ بالمصالح العمومية ويجب وقفه بشكل فوري. ولم تستجب السلطات حتى الآن لأيّ من المطالب التي يرفعها الأطباء المضربون منذ نحو أسبوعين، علماً أنّ الإضراب المفتوح سبقته عدة إضرابات جزئية.

في المقابل، واجه الأطباء قرار وزارة الصحة بإعلان مقاطعتهم للبرامج الرمضانية التي تبثها وسائل الإعلام الحكومية، التلفزيون والإذاعة الرسميين. وأكد الأطباء في تعميم لهم، أنّهم قرروا مقاطعة برنامج "الخيمة الرمضانية" الذي يبثه تلفزيون "الموريتانية" الحكومي كل ليلة طوال شهر رمضان، ويستضيف فقهاء وأطباء للرد على أسئلة المواطنين، ويبث أيضاً على أثير إذاعة موريتانيا الحكومية.

وأعلن الأطباء المضربون في موريتانيا تنظيم بث مباشر على شبكات التواصل الاجتماعي، من خلال استضافة طبيب كلّ ليلة، يتولى الرد على الأسئلة التي تصل على صفحة "إضراب الأطباء" التي أنشأتها لجنة الإضراب الإعلامية.

 وقال مصدر من الأطباء المضربين لـ"العربي الجديد" إنّهم مستمرون في إضرابهم حتى تتحقق مطالبهم، مشيرا إلى أنّ تلويح السلطات بقطع الرواتب، وتصعيدها ضد الأطباء لن يثنيهم عن الدفاع عن حقوقهم والمطالبة بها بشكل سلمي حضاري وقانوني.

وأكد المصدر أنّ تهديد وزارة الصحة بقطع رواتب الأطباء ومحاولة ترهيبهم عمل مدان، ولن يثني الأطباء عن إضرابهم الذي بدأوه من أجل تحسين ظروفهم المعيشية، وتوفير التجهيزات الطبية وفتح حملة رسمية ضد انتشار ظاهرة تزوير الأدوية التي باتت تفتك بالمواطنين، وتشكل خطراً على الدولة والمجتمع.

ويرفع أطباء موريتانيا المضربون العديد من المطالب أبرزها تحسين ظروف الكادر الطبي من خلال رفع رواتبه، ومجانية الحالات المستعجلة، وضمان جودة التجهيزات الطبية، ومحاربة تزوير الأدوية الذي ينتشر بشكل كبير في البلاد، وتقر الجهات الحكومية بوجوده على نطاق واسع من دون أن تقرر التصدي للظاهرة التي باتت تشكل قلقا لدى العاملين في القطاع الصحي والرأي العام الموريتاني.




ونددت النقابة الوطنية للصحة في موريتانيا بتهديد وزارة الصحة للأطباء المضربين بقطع رواتبهم - الزهيدة أصلاً- بدلاً من الجلوس معهم على طاولة المفاوضات، مؤكدة أنّ هذه الإجراءات لن تزيد الأطباء إلاّ إصراراً وتضحية".

وشددت النقابة في بيان أصدرته، الأحد، على وقوفها إلى جانب جميع الأطباء المضربين في القطاعين العام، والخاص والذين قد يتضررون من إجراءات الوزارة، مقترحة على الجهات الداعية للإضراب أن تفتح صندوقاً للتبرع من أجل دعم المتضررين في حال نفذت الوزارة تهديداتها.

المساهمون