بثلاثة عشر مؤلَفاً مسرحيّاً منشوراً، و سبعة أعمال إذاعية بالإضافة إلى روايتين، يعتبر وجدي معوض من أبرز الكتاب و المخرجين المسرحيين للمسرح الكندي المعاصر.
ولد وجدي معوض عام 1968 في دير القمر في لبنان، و لم يكد يبلغ التاسعة من عمره حتى هاجرت عائلته إلى فرنسا بسبب الحرب الأهلية، عام 1983 أجبرت أسرته على ترك فرنسا لعدم الموافقة على تجديد الإقامة، فهاجرت للمرة الثانية، لكن هذه المرة إلى مقاطعة كيبيك شرق كندا. هذا التحول المكاني سيكون له، بلا شك، تأثير كبير على الشاب اليافع الذي كأنه معوض، وسيوجه الكثير من اهتماماته الثقافية والفنية.
درس معوض الفنون المسرحية في مونتريال، وحصل على دبلوم كلية المسرح الوطنية الكندية عام 1991. حصلت مسرحيته "ويلي بروتاجوراس محبوس في المراحيض" على الجائزة الكبرى لنقاد المسرح، و قد كانت مسرحيته الأولى. أسس مع زميلته "إزابيل لابلانك"، شركة أوبارلور، وكانت من أولى مسرحياتها ماكبيث ودون كيخوتي. لعب وجدي معوض أدواراً مسرحية كثيرة على مسارح مونتريال، أما بدايته مع الإخراج فكانت إخراجه نصين مسرحيين لشقيقه، ناجي معوض، وكانا بعنوان "ملجأ" و"منفى".
حين بلغ الثلاثين فاز إعداده الدرامي لرواية "دون كيخوتي" بجائزة القناع، وهي أبرز الجوائز الأكاديمية الكيبيكية للمسرح، وفي العام التالي أثار عرضه "يوم عرس عند كرومانيون" اهتماماً واسعاً من النقاد، حيث استطاع فيه أن يعرض بشكل درامي التناقضات بين الحرب والفرح، إذ يدور العرس وسط مذابح الحرب الأهلية في مدينة تحاول مواصلة الحياة رغم ويلات الحروب. بعدها حصل معوض على جائزة الحاكم العام الكندي المسرحية عن مسرحية "الشاطئ" .
لم يغب تأثير الحرب الأهلية اللبنانية عن خلد الرجل الذي هاجر من لبنان طفلاً هرباً من الحرب، فالمتابع لأعماله يجدها دوماً تدور ولو بشكل غير مباشر حول ماضي وجدي معوض، والحرب الأهلية. يقول الممثل الفرنسي "ستانسلاس نورديغ" عن معوض: "أغلب أعمال معوض تركز على ماضيه، فهو يركز دائماً على فكرة أنه بعد العاصفة والعنف يولد شيء ما، وأنه لا يمكن أن نحطم الأمل لأنه يولد مع تجدد الحياة".
حصل وجدي معوض على ثماني جوائز رفيعة في كندا وحول العالم، و كان من أهمها حصوله على "وسام استحقاق كندا" عام 2009 والذي يحصل عليه أصحاب المواهب الفذة، والمساهمون في إثراء المجتمع الكندي والبشرية، و جائزة "فونيكس" عن روايته "أنيما".