وثائقي لـ"الجزيرة": أدلّة حول وقوف إيران وراء تفجير لوكربي

11 مارس 2014
تمكن فريق الجزيرة من الوصول إلى وثائق سرية
+ الخط -

كشف فيلم وثائقي، تبثّه قناة "الجزيرة"، الثلاثاء، عن أدلة تشير إلى أن إيران كانت وراء إسقاط طائرة الركاب التابعة لشركة "بان أميركان" (بانام) الأميركية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية عام 1988. وهو الحادث الذي قتل فيه 270 شخصاً معظمهم أميركيون، وأدين بارتكابه المواطن الليبي عبد الباسط المقرحي الذي قضى بالسرطان في 20 مايو/ أيار 2012.

ووفقاً لما نشرته "الجزيرة"، تمكّن فريقها الذي أعدّ الفيلم، من الوصول إلى وثائق سرية بينها برقيات للاستخبارات العسكرية الأميركية، فضلاً عن الحصول على شهادات من محققين ومصادر أمنية شاركت بالتحقيق في قضية لوكربي.

وتشير الأدلة التي توصلت إليها "الجزيرة"، إلى أن طهران كلّفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة بإسقاط الطائرة الأميركية رداً على إسقاط البحرية الأميركية، في يوليو/ تموز 1988، طائرة ركاب إيرانية من نوع إيرباص، وقتل فيها 290 شخصاً.

وفي الشريط، تقول برقية سرية للاستخبارات العسكرية الأميركية، حصلت عليها الجزيرة: "عُهد بتنفيذ العملية إلى أحمد جبريل، القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة. وسلّمت له الدفعة الأولى من الأموال بشكل مسبق في دمشق. كانت المهمة تفجير طائرة بانام".

بدوره، يقول مسؤول استخباراتي إيراني سابق اسمه أبو القاسم مصباحي: "قررت إيران الرد في أقرب وقت ممكن. القرار اتخذه النظام الإيراني وأجازه آية الله الخميني". وأضاف: "هدف صانعي القرار الإيرانيين كان هو أن يتم تماماً نسخ ما وقع لطائرة إيرباص الإيرانية. كان القرار أن يتم كل شيء بالطريقة نفسها تقريباً، على الأقل 290 قتيلاً. كان هذا هو هدف صانعي القرار الإيرانيين".

روبرت بايير (العميل السابق في وكالة الاستخبارات الأميركية)، والذي كان مشاركاً في التحقيق في قضية لوكربي، يقول بدوره: "كان ذلك أمراً حاسماً. كانوا يظنون أنهم إذا لم يردوا على الولايات المتحدة، فسنستمر في إسقاط طائراتهم المدنية. إذا لم تفهم هذا، فأنت لم تفهم لوكربي".

ويضيف: "تباعدت تماماً تحقيقات وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" ومكتب التحقيقات الفدرالي "أف بي آي" لأن القضية أُديرت في وزارة العدل وتم تجاهل الاستخبارات، وكأن أحداً قال آنذاك إن توريط ليبيا في القضية أسهل، فهي دولة صغيرة والقذافي شخص مكروه فلنذهب في هذا المسار".

ووفقاً لما نشرته "الجزيرة"، تتبّعت اثنين من أعضاء الجبهة الشعبية، قيل إنهما متورطان في العملية، أحدهما يدعى أبو طالب وهو يعيش في السويد حالياً، وثانيهما صانع القنبلة، مروان خريسات، الذي يقيم في الأردن. ونقلت عن مصدر مقرّب من خريسات قوله إن العملية فعلاً دبّرتها إيران، وإن القنبلة زُرعت على متن الطائرة بمطار هيثرو في لندن.

كما تمكنت "الجزيرة" من الوصول إلى تقرير "لجنة بيرد" السري، الذي تم بتكليف من المقرحي قبل أن يسقط طعنه في الحكم بإدانته.

ويُعدّ هذا الفيلم الثالث من نوعه في هذه القضية، حيث تمكنت "الجزيرة" من الوصول الحصري إلى تقرير مفوضية مراجعة القضايا بالمحكمة الاسكتلندية وأثارت تساؤلات جادة بشأن إدانة المقرحي.