واتجه دود الشهير على "يوتيوب"، إلى جمهورية أوسيتيا الشمالية التي تقع بها بيسلان، لتصوير الفيلم الذي تبلغ مدته أكثر من 3 ساعات، والتقى خلال رحلته مع بعض الرهائن الناجين من الحادثة، والشخصيات العامة الشاهدة على الواقعة، والصحافيين الذين تولوا التغطية الإعلامية لأسوأ حادثة إرهابية في تاريخ روسيا.
وكان من بين الشخصيات التي يحاورها دود، 3 فتيات (ديانا وفاطمة ومارينا) أصبن بجروح خطيرة، أثناء عملية الاقتحام التي نفذتها القوات الخاصة الروسية، ولا يزلن بحاجة إلى العلاج والنقاهة عالية الكلفة، مما جعل عائلاتهن تكافح حتى اليوم لتدبير المبالغ اللازمة.
كما يتضمن الفيلم شهادتي صحافيتين بجريدتي "كوميرسانت" و"نوفايا غازيتا"، تشككان في دقة الرواية الرسمية وإصرار السلطة على عدم التفاوض مع الإرهابيين، بالإضافة إلى شهادة رسلان أوشيف، الرئيس الأسبق لجمهورية إنغوشيا، وهو المفاوض الوحيد الذي دخل إلى مبنى المدرسة أثناء عملية الاحتجاز، وتمكن من إخراج 26 من المحتجزين.
ويقول أوشيف في شهادته: "يجب الكفاح من أجل أن تكون حياة كل إنسان في الدولة بوزن الذهب، وإخضاع استراتيجية الدولة لذلك، ولكن للأسف أنّ الموقف السائد تجاه الناس مفاده: (ستنجب النساء أطفالًا آخرين)".
وحقق الفيلم أكثر من 4 ملايين مشاهدة على "يوتيوب"، خلال 24 ساعة فقط من نشره يوم أمس الإثنين، في حلقة جديدة على قناة دود، الذي نال شهرة واسعة بين الشباب الروس بإجرائه حوارات جريئة مع الشخصيات العامة الروسية، وتناوله قضايا سياسية واجتماعية شائكة.
وذاع صيت مدينة بيسلان عالميًا مطلع سبتمبر/أيلول من عام 2004، إثر احتجاز مجموعة من المسلحين لأكثر من 1100 شخص، من التلاميذ والأساتذة وأولياء الأمور، بلا طعام ولا شراب في القاعة الرياضية بالمدرسة رقم واحد، مطالبين بانسحاب القوات الفدرالية الروسية من جمهورية الشيشان الواقعة في شمال القوقاز الروسي.
وبدأت القوات الخاصة الروسية عملية اقتحام المدرسة في اليوم الثالث من الاحتجاز، لتتمكن من تحرير أغلبية الرهائن، ولكنّ مقتل 334 شخصًا بينهم 186 طفلًا أثناء العمليات، أثار أسئلة عديدة بين ذوي الضحايا، لا تزال من دون أجوبة حتى اليوم.