في اليوم الثاني من مؤتمر وايز، 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، وتحت عنوان "نحو تخطيط وتمويل وإدارة مشاريع أكثر إدماجا للفتيات اللاجئات"، جاءت الجلسة النقاشية التي تم تنظيمها من قبل منظمة التعليم فوق الجميع، واستهدفت التوعية بأهمية أن يكون التخطيط والإدارة والمتابعة الخاصة بمشاريع التعليم مراعية لخصوصية الفتيات اللاجئات والنازحات من أجل تخطي مشكلات وعقبات يواجهنها أثناء رحلة التعليم.
بدأت الجلسة بكلمة أمين عوض، مدير المكتب الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمنسق الإقليمي لشؤون اللاجئين، الذي ذكر الحضور بأن هناك في العالم ما يزيد عن 22.5 مليون لاجئ، نصفهم أطفال تحت سن السابعة عشرة، أما إقليمياً فهناك 30% من مجموع الأطفال السوريين اللاجئين خارج المنظومة التعليمية. وأكد عوض على أهمية تعليم اللاجئين، ولا سيما الفتيات، لما يتركه من أثر إيجابي على حياة الطفل وإشعاره بالأمان، ولكن تظل عمالة الأطفال والزواج المبكر أحجار عثرة أمام التعليم.
ثم تطرق عوض إلى التأثيرات الإيجابية لتعليم الفتيات وهي تأثيرات أمكن إثباتها علمياً، منها أن التعليم يقلل من ظاهرة الزواج المبكر، يفتح الآفاق لرفع المستوى الاقتصادي للأسر، يؤدي إلى تحسن المستوى الصحي للجيل الجديد، فالأم المتعلمة أكثر قدرة على رعاية أبنائها وفهم السلوكيات الصحية السليمة من الأمهات الأميات، ويؤدي إلى انخفاض نسبة وفيات الأطفال، هذا بالإضافة إلى التقليل من العنف الموجه ضد الفتيات، فالفتيات والنساء المتعلمات أكثر وعياً بحقوقهن وأكثر قدرة على الدفاع عن تلك الحقوق.
كما تحدثت جويس أدولوا، مديرة البرامج التعليمية في منظمة "كير - الولايات المتحدة"، والتي بدأتها بتذكير الحضور بأن هناك على وجة الأرض الآن 1.1 مليار شاب وشابه كلهم بحاجة لتعليم وتدريب، لتنمية المهارات ومتابعة تطوير كفاءاتهم، وهي مهمة شاقة وليست ممكنة في كثير من الأحيان، هذه المهمة تتوقف في أحيان كثيرة أمام حجر عثرة اسمه "توثيق التعليم"، وهي الأوراق الثبوتية التي في حال ضياعها تضيع معها الآمال في استكمال عملية التعليم.
وهنا تطرقت جويس إلى المنهجية التي تتبعها "كير" للتعامل مع هذه المشكلة، كير التي تعمل
في 55 دولة على مستوى العالم ومشاريعها تمتد من هايتي إلى الهند ومنها إلى الصومال وأفغانستان، تركز بالأساس على فكرة التعليم مدى الحياة والتعليم المستمر، وتضع مهارات الاندماج في المجتمع ولا سيما البلد المستضيف، في بؤرة اهتمامها، هي أمور ضرورية للفتيات بصورة خاصة وبالتالي تم إدماج موضوعات الـ" جندر" في كافة برامج التعليم الخاصة بـالمهمشين من خلال منهجية تركز على ثلاثة محاور: الفرد - العلاقات والنظم.
ثم تكلم نيكولاوس إيجين بيرجر، المستشار الإقليمي للتعاون التنموي والمساعدات الإنسانية في المؤسسة السويسرية للتعاون والتنمية، وهي المنظمة التي اقتنعت بأن التنمية لن تتأتى إلا عن طريق مستوى أعلى من التعليم للفئات المهمشة، وبالتالي كان قرارها مع بداية 2017 حازماً في إنفاق 50% من ميزانيات المشاريع التنموية على التعليمز كما يوضح نيكولاوس أن ما دعاهم إلى الاهتمام بموضوع الجندر هي التوصيات التي خرجت من الاجتماعات المتتالية التي انبثقت عنها أهداف التنمية المستدامة.
كما تحدث نيكولاوس عن المعوقات التي تقابل البرامج الموجهة إلى الفتيات بهدف دمجهن في التعليم، ومن أبرزها نقص البيانات الموثقة الخاصة بالفتيات، مثل الاحتياجات لهذه الفئة وتفضيلاتها المبنية على النسق البيئي والثقافي، ومثال على هذا فقدان البيانات الخاصة بأعداد المتسربين إلى نسب الفتيات وأسباب تسربهن. ويرجع الأستاذ نيكولاوس فقر البيانات إلى نقص الموارد البشرية المؤهلة لجمع البيانات وعدم دمج عملية جمع البيانات في البرامج التعليمية.