كشف مسؤول عراقي رفيع في بغداد، اليوم الإثنين، أن الولايات المتحدة تحركت لمنع أي إجراءات تصعيدية ضد العراق من قبل دول خليجية، رداً على حادثة اقتحام السفارة البحرينية في بغداد من قبل متظاهرين، مساء الخميس الماضي، احتجاجاً على احتضان البحرين "ورشة المنامة".
وتعهدت السلطات الأمنية العراقية في بيان جديد، مساء أمس الأحد، بحماية البعثات الدبلوماسية ومقراتها، ومنع أي اعتداء عليها. ونقلت وسائل إعلام عراقية رسمية عن المدير العام لحماية المنشآت والشخصيات، اللواء الركن عامر صدام، بياناً كشف فيه عن "الشروع في تطبيق إجراءات أمنية مشددة في محيط السفارات بالعاصمة بغداد".
وأكد صدام وضع "خطط لمكافحة أي حوادث مشابهة لما حصل قبل أيام في السفارة البحرينية"، معتبراً أن هذه الحوادث "تزعزع أمن واستقرار هذه السفارات"، وأن "الإجراءات الأمنية المتخذة تهدف لتفويت الفرصة على أي محاولة للعبث بأمن البعثات الدبلوماسية".
وكشف المسؤول لـ"العربي الجديد"، عن تحرك مسؤولين أميركيين بعد حادثة اقتحام السفارة البحرينية في بغداد، لوقف إجراءات لثلاث دول خليجية، هي البحرين والإمارات والسعودية، كانت تهدف للرد على العراق بشأن حادثة اقتحام السفارة وإنزال العلم البحريني.
وبيّن المصدر أن وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة، كان يسعى لموقف تضامني من قبل الإمارات والسعودية مع أزمة سفارة بلاده، يتضمن استدعاء السفراء وبيان تنديد، مع احتمال أن تصل الأمور إلى حدّ تخفيض البعثات الدبلوماسية للدول الثلاث.
ووفقاً للمسؤول ذاته، فإن "الأميركيين ساعدوا في سحب فتيل أزمة دبلوماسية بين العراق والدول الثلاث"، معتبراً أن المسؤولين العراقيين "تصرفوا بذكاء في التواصل السريع مع المنامة بعد الحادثة، وتوضيح موقفهم وإبداء أسفهم تجاه هذا التطور".
وأوضح المسؤول العراقي أن التحقيقات لا تزال متواصلة مع أكثر من 50 شخصاً هم رهن الاعتقال، نافياً صحة التقارير التي تحدثت عن إطلاق سراحهم لارتباطهم بإحدى المليشيات، مضيفاً أنه من المؤمل أن تعلن نتائج التحقيق قريباً بعد تحليل أشرطة الفيديو الخاصة بكاميرات المراقبة، لافتاً إلى وجود تحقيق كذلك مع عناصر أمن سمحوا للمتظاهرين بتجاوز الحدود المسموح بها للاقتراب من السفارة.
يذكر أن الإمارات كانت اكتفت بإصدار بيان استنكار لحادثة اقتحام السفارة، مطالبة الحكومة العراقية بتوفير المزيد من الحماية للبعثات الدبلوماسية، بينما استنكرت الرياض الحادثة، معلنة ترحيبها بموقف بغداد وإجراءاتها السريعة المتمثلة في اعتقال المنفذين لعملية الاقتحام، فيما استدعت المنامة القائم بأعمالها في بغداد، صلاح المالكي، للتشاور، بحسب بيان صادر عن وزارة خارجية البحرين.
وأقر المتحدث باسم مليشيا "كتائب حزب الله"، جعفر الحسيني، بأن أنصارها شكلوا غالبية المتظاهرين أمام سفارة البحرين في بغداد الخميس الماضي.
ورأى الحسيني، في تصريح أوردته وكالة "أسوشييتد برس"، أن اقتحام السفارة "حقّ طبيعي" للمتظاهرين للتعبير عن غضبهم من استضافة البحرين مؤتمراً تدعمه الولايات المتحدة لتصفية القضية الفلسطينية.
وتعليقاً على الحادثة، اعتبر عضو البرلمان العراقي غايب العميري، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الاعتداء على السفارة البحرينية شكل خرقاً كبيراً لسيادة البلد والدولة ككل، مذكراً بأن هيبة كل بلد هي من هيبة وحصانة البعثات الدبلوماسية فيه، قائلاً إنه "للأمانة، فإن الحكومة العراقية اتخذت الإجراءات اللازمة بحق المقتحمين".
وأعرب النائب العراقي عن اعتقاده بأن "دول الخليج لن تذهب باتجاه التصعيد، بعدما قدمت الحكومة العراقية الكثير من الإجراءات ردّاً على الحادثة، فيما تواصل رؤساء الجمهورية والوزراء والبرلمان العراقيون، وكذلك وزير الخارجية، مع البحرينيين الذين أبدوا تفهمهم للموضوع، شاكرين العراق على إجراءاته".