واشنطن توحّد فصائل المعارضة العراقية

07 ديسمبر 2014
واشنطن قد تجعل المعارضة نواة لحكومة مستقبلية(إيمانويل دونوند/فرانس برس)
+ الخط -

كشف مصدر سياسي عراقي لـ"العربي الجديد"، أنّ "وفداً من المعارضين لحكومة حيدر العبادي وصل الى واشنطن قبل يومين بناءً على دعوة تلقاها من السفارة الأميركية في بغداد". وقال المصدر إنّ "الوفد يضم شخصيات عدة بينهم أمير قبائل الدليم الشيخ علي الحاتم، وممثلين عن الفصائل المسلحة ومنها الجيش الإسلامي، جيش المجاهدين، النقشبندية، البعثيون، وانضم إليهم محافظ نينوى أثيل النجيفي الذي سبقهم بالوصول إلى واشنطن".

وأكّد المصدر أنّ "الوفد أجرى اجتماعات مع عددٍ من المسؤولين الأميركيين ومنهم الرئيس الأميركي باراك أوباما، وأنّ اجتماعاته مستمرة حتى اليوم"، مبيناً أنّ "الهدف الأساس من دعوة واشنطن للمعارضين والفصائل المسلحة العراقية هو توحيد صفوفهم، وأنّ يكون لهم دور في رسم سياسة العراق".

وأضاف المصدر، أنّ "الولايات المتحدة تسعى أيضاً للاستفادة من خبرتهم في بناء الجيش العراقي، على أسس مهنية باعتبار أنّ لهم خبرة كبيرة في هذا المجال، وخصوصاً أنّ أغلبهم كانوا قادة كبارا في الجيش العراقي السابق".

من جهته رأى المحلل السياسي محمد عبد الخالق، أنّ "دعوة واشنطن للمعارضين العراقيين تأتي في وقت يقوم فيه العبادي بتطهير المؤسسة الأمنية من العناصر الفاسدة، وبالتأكيد إنّ هناك ترابطاً زمنياً وثيقاً وتنسيقاً مسبقاً في ذلك".

وأضاف عبد الخالق، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "الولايات المتحدة تخطط على المدى البعيد، وإنّها على علم بمدى التأثير الإيراني على الحكومة العراقية وعدم استطاعة العبادي التخلص من قيود إيران مهما حاول، لذا فإن واشنطن سعت من خلال هذه الدعوة الى توحيد صفوف المعارضة العراقية أولاً، ودعمهم مادياً ومعنوياً، وخصوصاً أنّهم من المكون الذي عانى من التدخل الإيراني في الشأن العراقي ويحاولون انتهاز أيّة فرصة لتغيير استراتيجية العراق وإبعاده عن الحاضنة الإيرانية، لذا فإنّها ستجعلهم ورقة تهديد وضغط تستخدمها ضد العبادي، في حال حاول العودة الى الحاضنة الإيرانية من جديد".

ورجّح عبد الخالق أنّ "واشنطن قد تجعل من تلك المعارضة نواة لحكومة مستقبلية في العراق، في وقت أجبر فيه العبادي على السير بخطوات لإلغاء قانون اجتثاث البعث الذي أقصاهم عن سدّة الحكم".

وأشار الى أنّ "الولايات المتحدة تيقّنت من أنّ حكم حلفاء إيران للعراق يمزّق البلد ويدخله في متاهات ويكون مكملاً للسياسة الإيرانية في المنطقة، كما حدث طيلة سنوات حكم نوري المالكي، وأنّ الرأي العام العالمي يحمّل سياسات واشنطن مسؤولية ذلك كما حدث بعد اجتياح داعش للبلاد في يونيو/حزيران المنصرم، لذا فإنها قد تلجأ لإعادة الحكم السنّي في العراق لما لبعض الشخصيات من تجربة طويلة في إدارة البلاد".

وتحاول الولايات المتحدة الأميركية تصحيح المسار الخاطئ الذي انتهجته حكومة نوري المالكي طول سنوات حكمه للعراق، من خلال التقارب مع إيران، وترسيخ المحاصصة الطائفية، ممّا ولّد احتقاناً في العراق استطاع تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) أن ينفذ من خلاله ويحتل مساحات شاسعة من البلاد، الأمر الذي كلف واشنطن الكثير، ودفعها لمراجعة حساباتها السابقة.

المساهمون