تحذيرات أميركية لإيران عبر مصر

03 اغسطس 2024
من تشييع هنية في الدوحة أمس (جيلالي)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تحركات مصرية لخفض التوتر**: مصر تجري اتصالات دبلوماسية وأمنية مع طهران بعد اغتيال إسماعيل هنية، محذرة من استهداف مسؤولين إسرائيليين أو مواقع مدنية وتجارية.
- **تحذيرات أميركية ونصائح مصرية**: نقلت مصر تحذيرات أميركية لإيران ونصحت بالتروي لتجنب تفجير الوضع في المنطقة، دون الحصول على إشارات واضحة من طهران.
- **جهود مصرية لنزع فتيل الأزمة**: مصر تبذل جهوداً كبيرة لنزع فتيل الأزمة، وتدعم مبادرة إيران لعقد اجتماع عاجل لمنظمة التعاون الإسلامي، بينما ترفض وساطة بين إسرائيل وإيران حالياً.

كشفت معلومات توفرت لـ"العربي الجديد" عن تحركات مصرية جرت في الساعات القليلة الماضية، بهدف خفض التوتر في الإقليم، بعد عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران يوم الأربعاء الماضي، إذ حصلت اتصالات مصرية إيرانية على المستويين الدبلوماسي والأمني خلال الساعات الماضية، جرى خلالها تبادل وجهات النظر ونقل رسائل عبر القاهرة إلى طهران، عبارة عن تحذيرات أميركية لإيران تهدف إلى وضع حدود للرد الإيراني المرتقب على اغتيال هنية على الأراضي الإيرانية، حيث كان يشارك في حفل مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، وكذلك اغتيال القيادي العسكري في حزب الله اللبناني فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية في بيروت.

تحذيرات أميركية لإيران من عمليات استهداف

وبحسب المعلومات، فإن القاهرة نقلت تحذيرات أميركية لإيران من الإقدام على استهداف مسؤولين إسرائيليين أو دبلوماسيين في أي من دول المنطقة، وكذلك استهداف مواقع أو مناطق أو مرافق مدنية أو تجارية في إسرائيل، سواء بشكل مباشر من أراضيها أو عبر حلفائها في المنطقة. لكن القاهرة لم تحصل على أي إشارات من المسؤولين في طهران بشأن طبيعة المرحلة المقبلة أو الإجراءات الإيرانية المرتقبة، وأن ما جرى لم يكن سوى استماع الجانب الإيراني لوجهات النظر والرسائل التي حملتها القاهرة. وتضمّنت الاتصالات المصرية مع المسؤولين في طهران نصائح بالتروي في اتخاذ القرار، ودراسة كافة التداعيات والتبعات المرتقبة لأي خطوة قبل الإقدام عليها، بدعوى أن المنطقة على "برميل بارود"، وأن "أي شرارة عشوائية" قد تفجر المنطقة بالكامل.

القاهرة نقلت رسائل تحذيرية أميركية إلى طهران من استهداف مسؤولين إسرائيليين وكذلك استهداف مواقع أو مرافق مدنية أو تجارية في إسرائيل

محاولات لنزع فتيل الأزمة

وفي السياق، أكد المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، السفير حسن هريدي، أن مصر تحاول بكل الوسائل نزع فتيل الأزمة، قائلاً في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "الأمور تكاد تخرج عن السيطرة، ومصر حاولت وما تزال تحاول، لكن الأوضاع في المنطقة تحتاج إلى تكاتف الجميع للحيلولة دون تفاقم الأوضاع بالمزيد".

من جهته، قال المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، السفير رخا أحمد حسن، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "احتمال وجود وساطة مصرية بين إسرائيل وإيران أمر غير وارد في المرحلة الحالية، وذلك لعدم اكتمال عودة العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وطهران من جانب، وتوتر العلاقات بين مصر وإسرائيل من جانب آخر، بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، واحتلالها محور صلاح الدين (فيلادلفيا) وتدمير كل المنشآت على الجانب الفلسطيني من معبر رفح وإغلاقه".

رخا أحمد حسن: احتمال وجود وساطة مصرية بين إسرائيل وإيران أمر غير وارد في المرحلة الحالية

وحسب بيان رسمي مصري، فقد استقبل وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، أول من أمس الخميس، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، خلال زيارتها الحالية إلى القاهرة، وتركزت المناقشات بينهما على "تطورات أزمة غزة والجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وسبل خفض التصعيد في المنطقة". كما أجرى القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني، ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اتصالاً هاتفياً، أول من أمس الخميس، تناولا خلاله آخر التطورات في المنطقة، خصوصاً بعد اغتيال هنية في طهران.

ووفقاً لبيان وزارة الخارجية الإيرانية، أكد المسؤول الإيراني لنظيره المصري أن بلاده "لن تتنازل عن حقها الأصيل في اتخاذ إجراءات مضادة ضد الاحتلال الإسرائيلي". في المقابل، قال وزير الخارجية المصري إن مصر دانت في بيانها الرسمي العمل الإجرامي الذي قام به الاحتلال باغتيال هنية. وأشار إلى أن مصر تؤيد مبادرة إيران بعقد اجتماع عاجل لمنظمة التعاون الإسلامي لمواجهة الأعمال العدوانية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي.

المساهمون