قالت صحيفة وول ستريت جورنال، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تتجه لتقويض اقتصاد العراق، إذا مضت بغداد في تنفيذ قرار البرلمان المطالب بإخراج القوات الأميركية من البلاد، على خلفية اغتيال الجنرال الإيراني البارز، قاسم سليماني، في ضربة جوية أميركية في العراق، فجر الثالث من يناير/كانون الثاني الجاري.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين عراقيين، لم تحدد هوياتهم، أن وزارة الخارجية الأميركية، حذرت من أن الولايات المتحدة ربما تعلق حساب المصرف المركزي العراقي، لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، في نيويورك، في خطوة يمكن أن تقوض الاقتصاد العراقي الهش فعلا.
وأشارت إلى أن إغلاق حساب العراق لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، يمكن أن يضر بنظامه المالي، حيث تجني البلاد إيراداتها من مبيعات النفط هناك، وتخرج هذه الأموال لدفع الرواتب والعقود الحكومية.
ولفتت الصحيفة، الأحد، إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي، احتفظ بنحو 3 مليارات دولار من الودائع في نهاية عام 2018، وفقا لأحدث بيان مالي من البنك المركزي العراقي.
كما هدد ترامب، بفرض عقوبات اقتصادية على العراق، قائلا في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية، السبت الماضي، إن "على الحكومة العراقية دفع الأموال، لدافعي الضرائب الأميركيين إذا أرادت سحب القوات الأميركية من هناك".
وتطرق إلى الطريقة التي يمكن من خلالها جمع الأموال من العراقيين، بالقول: "لدينا الكثير من أموالهم. هناك 35 مليار دولار في حساب"، من دون تفاصيل إضافية.
والأسبوع الماضي، صوت البرلمان العراقي على قرار يطالب الحكومة بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي في البلاد.
وطلب عادل عبد المهدي، رئيس حكومة تصريف الأعمال، من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، خلال مكالمة هاتفية، الجمعة الماضي، بإرسال وفد لبحث آلية انسحاب القوات الأميركية من العراق. لكن وزارة الخارجية الأميركية رفضت ذلك.
وتسعى الحكومة العراقية لإخراج القوات الأجنبية على خلفية مقتل سليماني، والقيادي في "الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس، في الضربة الجوية الأميركية قرب مطار بغداد.
وردت إيران، الأربعاء الماضي، بإطلاق صواريخ باليستية على قاعدتين عسكريتين تستضيفان جنودا أميركيين في أربيل والأنبار شمالي وغربي العراق.
وأثارت المواجهة العسكرية الأميركية الإيرانية غضبا شعبياً وحكومياً واسعاً في العراق، وسط مخاوف من تحول البلد إلى ساحة نزاع مفتوحة بين الولايات المتحدة وإيران.