لم يمر الاستقبال الرسمي لنجل رئيس إقليم كردستان العراق، المستشار الأمني في الإقليم، مسرور مسعود البرزاني، في واشنطن، يوم الإثنين الماضي، على رأس وفد كردي يقوم بزيارة إلى الولايات المتحدة، من دون إثارة الجدل في العراق. وزيارة الوفد الكردي، التي تتضمن لقاء الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ولقاء عدد من مسؤولي الإدارة الأميركية، تحمل أبعاداً سياسية تتعلق بمدى العلاقة الوثيقة بين أكراد العراق وواشنطن، وبمستقبل التعاون بين الطرفين. لكن هذا الاستقبال أثار حفيظة أحزاب وكتل سياسية عراقية عدة بعضها تم رفض طلباتها لإجراء لقاءات رفيعة المستوى في واشنطن، مع ترامب مباشرة أو مع مساعديه. واللافت أن العنصر المشترك بين جميع أو معظم من تم رفض طلباتهم، هو أنهم محسوبون على النفوذ الإيراني المباشر في العراق منذ ما بعد الاحتلال.
والانزعاج لم يأت فقط نتيجة تعامل واشنطن مع إقليم كردستان بشكل مباشر من دون الرجوع لبغداد، بل أيضاً كردة فعل على امتناع أميركي سابق عن استقبال قيادات سياسية عراقية مماثلة أبدت رغبتها في زيارة واشنطن، لا سيما رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى، عمار الحكيم. وقال مسؤول عراقي بارز في مكتب رئيس الوزراء، حيدر العبادي، لـ"العربي الجديد" إنه "بعد زيارة الأخير إلى واشنطن على رأس وفد وزاري ولقائه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في 20 مارس/آذار الماضي، تقدم عدد من الزعماء العراقيين بطلبات لقاء مسؤولين أميركيين في واشنطن من بينهم نوري المالكي وعمار الحكيم لكنه تم رفض تلك الطلبات بشكل دبلوماسي"، وفق تأكيد المصدر. وكشف عن أن "جميع من رفضت طلباتهم يعتبرون من ضمن المعسكر الإيراني في العراق، وهو ما يمكن اعتباره حظراً أميركياً على القيادات السياسية المحسوبة على إيران"، وفقاً لقوله.
وفي هذا السياق، قال برلماني عراقي ينتمي لكتلة الإصلاح التي يتزعمها، إبراهيم الجعفري، وهي إحدى كتل "التحالف الوطني العراقي"، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "سبب رفض واشنطن استقبال قيادات عراقية ليس كونها محسوبة على إيران، لكن لوجود قناعة أميركية بضرورة تقوية حكومة العبادي من خلال اعتمادها كواجهة رئيسية للبلاد وإنهاء ظاهرة تعدد القرارات والرؤى الخارجية ودعم واشنطن شخصيات دون غيرها بمنأى عن الحكومة"، وفق توصيفه. وحول رئيس الوزراء السابق، المالكي، أوضح البرلماني أن الأخير "يتعرض لملاحقات قضائية بملفات حقوق الإنسان وجرائم طائفية في محاكم أميركية وأوروبية، لذلك، قد يكون الامتناع عن استقباله تجنباً لأي حرج بين البيت الأبيض والقضاء الأميركي"، وفق تعبيره.