واشنطن تطلب رأس المالكي مقابل ضرب "داعش"

09 اغسطس 2014
نازحون جراء المعارك (إنصار أوزدامير/الأناضول/getty)
+ الخط -
كشف مصدر رفيع في "التحالف الوطني" لـ"العربي الجديد"، أنّ واشنطن عرضت على القادة العراقيين كبح جماح الفصائل المعارضة، وفي المقدّمة تنظيم "الدول الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، في مقابل اختيار رئيس وزراء جديد غير نوري المالكي يحظى بقبول الأكراد والسنة، بموازاة تأجيل البرلمان العراقي جلسته الخاصة بتسمية رئيس الوزراء الى الاثنين المقبل، بعدما كان مقرراً أن تعقد صباح غدٍ الأحد.

وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "السفير الأميركي لدى العراق روبيرت ستيفن أبلغ قادة التحالف الوطني، وبشكل مباشر، بأنّ الولايات المتحدة ستتدخل عسكرياً بشكل واسع لإيقاف تمدّد تنظيم الدولة الإسلامية -داعش، وفي غضون أيام قليلة، لكن بشرط تسمية رئيس حكومة جديد يحظى بقبول السنة والأكراد".

وكانت طائرات أميركية قد جدّدت صباح اليوم، ضرب مواقع قرب مدينة أربيل، وفقاً لمسؤول عسكري كردي في قوات البشمركة، أكّد أنّها استهدفت تجمعاً لقوات "داعش".

وأوضح المصدر نفسه أن "الأميركيين أبلغوا التحالف أن التدخل العسكري سيقتصر على حماية كردستان والمصالح الأميركية فقط في الوقت الحاضر، إلى حين تمتع العراق بحكومة وطنية غير طائفية".

وقال إن "الولايات المتحدة مقتنعة بوجود فصائل مسلّحة خارج خانة الإرهاب يجب أن تكون الحكومة الجديدة قادرة على الحوار والتواصل معها، وحل المشاكل الموجودة بسرعة، كي يتسنى لها أن تقوم بعمل عسكري ينال إجماع العراقيين".

ووصف المصدر الرفيع الموقف الأميركي بأنه "ابتزاز جديد من الادارة الأميركية للعراق؛ فرغم قناعة التحالف بضرورة استبعاد المالكي في هذه المرحلة، لكنه يمثل موقفاً ضاغطاً، خصوصاً مع تزايد الخطر في محيط العاصمة".
وأضاف أنّ "واشنطن تسعى إلى إطاحة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي من خلال (داعش)، بحيث يشعر الشركاء السياسيون بقلق بالغ من تمدّدها وفشل قوات الجيش والمليشيات وعشرات آلاف المتطوعين في إيقاف زحفها نحو المدن العراقية"، وهو ما يدفعهم إلى "الرضوخ للمطالب الأميركية"، بحسب المصدر نفسه.

في هذه الأثناء، قال عضو البرلمان العراقي محمد العبيدي لـ"العربي الجديد"، إن "رئيس البرلمان أبلغنا بتأجيل جلسة الغد ليوم واحد لمنح فرصة أكبر للتحالف الوطني الشيعي لتقديم المرشح التوافقي المناسب لمنصب رئيس الحكومة".

وأوضح العبيدي أنّ "قرار التأجيل من قبل رئاسة البرلمان جاء بناءً على التماس تقدّم حققه قادة التحالف، وبسبب تأخر عودة الوفد العراقي من إيران، والذي سافر أمس الجمعة بناءً على دعوة رسمية قُدّمت لهم لبحث أزمة تشكيل الحكومة". وأضاف أنه "من المفترض أن يكون الاثنين موعداً لولادة حكومة جديدة برئيس وزراء جديد يحظى بقبول الجميع، لكن حتى الآن لا تسريبات جديدة من داخل البيت الشيعي تبشر بخير".

وأكد النائب العراقي أن "رئيس البرلمان غادر بغداد باتجاه إقليم كردستان، لعقد اجتماع مع القادة الأكراد لبحث الأزمة الحالية، وتعزيز الموقف المشترك بين رئاسة الجمهورية والبرلمان حول رفض تولي المالكي رئاسة الحكومة الجديدة".