واشنطن تشترط دوراً أكبر للعشائر في معارك الأنبار

26 يوليو 2015
كارتر التقى زعماء العشائر داخل السفارة الأميركية (فرانس برس)
+ الخط -
عقب زيارة وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، المفاجئة ومن قبله رئيس هيئة الأركان الأميركية، الجنرال مارتن ديمبسي، إلى بغداد، الأسبوع الماضي، لبحث الحملة العسكرية على محافظة الأنبار، كشفت مصادر حكومية عراقية رفيعة المستوى لـ"العربي الجديد" عن اشتراط واشنطن على رئيس الحكومة العراقي، حيدر العبادي إشراكاً حقيقياً للعشائر السنية في قتال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في محافظة الأنبار خلال العمليات العسكرية الدائرة، وتسليحهم ودعمهم أسوة ببرنامج الحكومة لدعم وتسليح مليشيات "الحشد الشعبي".

و
أبلغ وزير عراقي في حكومة العبادي، "العربي الجديد"، أنّ "كارتر الذي اجتمع مع ستة من زعماء العشائر عقب لقائه العبادي في المنطقة الخضراء فرض شرطاً أساسياً على الأخير، يكمن في دعم العشائر وتسليحها بنسبة لا تقل عن تسليح المليشيات".
وأوضح الوزير العراقي، والذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "كارتر أبدى استياءه حيال التعامل الطائفي مع تلك العشائر، على الرغم من ثقلها العسكري على الأرض وأهميتها في التصدي لداعش"، مبيّناً أنّ "كارتر أكد للعبادي أن الكونغرس يضغط باتجاه هذا الموضوع، ويرى في تهميش العشائر إرادة إيرانية لمنع تكوين أي قوة سنّية في العراق، قد تكون لها تأثيرات سياسية مستقبلاً".

ويؤكّد الوزير نفسه أنّ "كارتر التقى بزعماء العشائر داخل السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء وليس في دار الضيافة في القصر الرئاسي الذي التقى به مع العبادي ووزير دفاعه ومسؤولين آخرين"، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر يأتي خلافاً للمتعارف عليه، إلّا أنه "خطوة فسّرت بالمتعمّدة من قبل كارتر لإيصال رسالة إلى العبادي حول أهمية العشائر وتمسّك واشنطن بها في الحرب على داعش في العراق".

اقرأ أيضاً كارتر في بغداد: العودة للخطة الأميركية لحسم معركة الأنبار

وحول لقاء زعماء العشائر، يوضح الوزير أنّ "كارتر خرج مرتاحاً من الاجتماع معهم ووعدهم بتغيير الحال خلال الفترة المقبلة على مستوى الدعم العسكري والمالي لهم". ويقرّ الوزير أنّ عدد مقاتلي العشائر المقدر بنحو 30 ألفاً لا يتلقون أي دعم من الحكومة العراقية، ويقاتلون بإمكاناتهم المتاحة لهم. وقاموا أخيراً بحملة تبرّعات داخل المساجد ودواوين العشائر لشراء أسلحة خاصة بهم، فضلاً عن العتاد. 

وفي سياق متصل، انتقد رئيس مجلس شيوخ عشائر الأنبار، نعيم الكعود، رفض الحكومة العراقية إشراك العشائر في عمليات تحرير المحافظة، مؤكداً أن غياب العشائر عن ساحات القتال أثّر بشكل سلبي على نتائج المعارك وأدى إلى مزيد من الانتكاسات الأمنية.
في المقابل، وعلى الرغم من دعم حكومة العبادي لمليشيا "الحشد الشعبي" بالعتاد والسلاح والمال، إلّا أنّ "الحشد" لا يزال مصرّاً على عدم المشاركة في محاربة "داعش" إلى جانب التحالف الدولي. وقد أعلنت هيئة الحشد الشعبي، يوم الجمعة، أن موقفها من عدم المشاركة في المعارك التي تشارك فيها قوات التحالف الدولي ضد "داعش" في محافظة الأنبار لم يتغيّر.

وقال المتحدث العسكري باسم "عصائب أهل الحق" (المنضوية تحت مليشيا الحشد الشعبي)، جواد الطليباوي، لوكالة "الأناضول"، إن "موقفنا السابق بشأن عدم مشاركتنا، وبقية فصائل الحشد الشعبي في المعارك ضد داعش في ظلّ مشاركة طيران التحالف الدولي، لا تزال ثابتة ولم تتغيّر، وهي مواقف عززتها الوقائع على الأرض من خلال دعم الولايات المتحدة بشكل مباشر وغير مباشر لمسلحي تنظيم داعش".

وأوضح الطليباوي أن "قرار عدم مشاركتنا في المعارك، هو أحد الثوابت التي تعززت خلال الفترة الماضية، بعد رصد أرتال كبيرة من عناصر داعش تتحرّك من سورية إلى الموصل، من دون أن تستهدف من قبل طيران التحالف الدولي، وكذلك عثورنا على أسلحة ومعدات أميركية حديثة جهّزت لمسلحي التنظيم".

اقرأ أيضاً: بايدن والعبادي يبحثان تسليم الطائرات ومحاربة "داعش"