واشنطن تدعم عدواناً بريّاً على غزة... وتبحث عن وسيط

11 يوليو 2014
البحث عن ناجين جراء قصف الاحتلال للمنازل (بلال خالد/الأناضول/Getty)
+ الخط -

أعلن السفير الأميركي لدى تل أبيب، دان شابيرو، اليوم الجمعة، أن واشنطن لا تعارض قيام إسرائيل بحملة برية في قطاع غزة، وإن كانت تفضل الامتناع عنها، بعد أقل من 24 ساعة على تصريحات الرئيس الأميركي، باراك أوباما، التي أعرب فيها عن خشيته من خطر تصعيد النزاع، وتشديده على ضرورة أن تبذل كل الاطراف ما في وسعها من أجل حماية المدنيين واعتماد التهدئة.

وخلافاً للانطباع الذي خلفته تصريحات أوباما، بشأن إبلاغه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بضرورة التوجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار، قال شابيرو، في مقابلة مع موقع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إن "أوباما أبلغ نتنياهو أنه يمنحه تأييداً كاملاً لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها من صواريخ (حماس)". وأشار إلى أنه "إذا كان هناك مجال لوقف إطلاق الصواريخ من دون عملية برية فسيكون ذلك أفضل لأن الجميع يعرفون نتائج العملية البرية".

وأوضح شابيرو أن "أوباما والإدارة الأميركية يشجبان بشدة إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، ويحملان حركة "حماس" المسؤولية عن تدهور الأوضاع"، معرباً عن "رضاه عن النجاح الباهر للقبة الحديدية التي ساعدت الولايات المتحدة في تطويرها ومولت بناء ثلاث بطاريات منها".

وحول الأطراف الساعية للتوسط لوقف إطلاق النار، قال شابيرو إن "الإدارة الأميركية تبحث حالياً عن طرف للتوسط بين إسرائيل و"حماس" لكن لم يتم لغاية الآن العثور على مثل هذا الوسيط".

وحسب السفير الأميركي، فإن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ليس مقرراً له الوصول إلى المنطقة، ولكن إذا اعتقد كيري أن وصوله للمنطقة سيساعد في تهدئة الأوضاع فسوف يفعل ذلك.

ووسط هذه الأجواء، كررت الصحف الإسرائيلية تصريحات نتنياهو التي قال فيها إنه يجب التوصل إلى اتفاق إطلاق نار من دون شروط.

وتسعى إسرائيل في الوقت الحالي، مع التلويح باجتياح بري، واستغلال الدعم الأميركي والأوروبي لها إلى انتهاز الفرصة المتاحة لتوجيه أكبر قدر ممكن من الضربات لحركة "حماس" وقواعدها وناشطيها، قبل بدء اتصالات جديّة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.

في هذه الأثناء، واصل المحللون الإسرائيليون التطرق إلى موقف النظام المصري. واعتبر محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، تسفي برئيل،  أن العدوان يوفر للنظام المصري، فرصة لاستعادة مكانة مصر، وتعزيز دورها الإقليمي.

وبحسب برئيل، فإن وزارة الخارجية المصرية والاستخبارات المصرية تعكف حالياً على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن تطور مجريات العدوان يلزم في نهاية المطاف كلاً من "حماس" وإسرائيل إلى الاستماع لما تقوله مصر.

ومع الاهتمام المتزايد من قبل الإسرائيليين للموقف المصري، وبعد مرور 5 أيام على العدوان المتواصل على غزة، وسقوط أكثر من 100 شهيد ومئات الجرحى، أصدرت وزارة الخارجية المصرية، اليوم الجمعة، بياناً دانت فيه "سياسات القمع والعقاب الجماعي" التي تتبعها اسرائيل في القطاع، داعية الأسرة الدولية إلى الإسراع في وقف العدوان.

وقالت الخارجية المصرية إن "مصر ترفض تماماً التصعيد الإسرائيلي غير المسؤول في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي يأتي في إطار الاستخدام المفرط وغير المبرر للقوة العسكرية، وما يترتب عليه من ازهاق لأرواح المدنيين الأبرياء".

وأضافت أن هذا التصعيد "يمثل استمراراً لسياسات القمع والعقاب الجماعي"، مؤكدةً أن مصر "تطالب الجانب الإسرائيلي بضبط النفس وتحكيم العقل ومراعاة البعد الإنساني، أخذاً في الاعتبار أنها قوة احتلال عليها التزامات قانونية وأخلاقية بحماية المدنيين".

وتابعت أنها "تهيب بالمجتمع الدولي سرعة التدخل وتحمل مسؤوليته للعمل على إنهاء هذا العدوان والحيلولة دون سقوط المزيد من الضحايا ووقف أي أعمال تصعيدية لن يكون لها سوى تبعات سلبية وعواقب وخيمة على المدنيين".

وذكر البيان أن "مصر تؤكد مواصلة اتصالاتها المكثفة بكافة الأطراف المعنية لوقف العنف ضد المدنيين الأبرياء، واستئناف العمل باتفاق الهدنة المبرم في تشرين الثاني/نوفمبر 2012".

وفي أنقرة، توافقت مواقف الرئيس التركي، عبد الله غول، مع رئيس الحكومة، رجب طيب أردوغان حول ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

وقال غول في تصريحات، اليوم الجمعة، إن "على إسرائيل وقف هجماتها الجوية، وألا تلجأ أبداً إلى عملية برية، وعليها أن تعود إلى شروط وقف إطلاق النار عام 2012".

وكان أردوغان قد أكد في وقت سابق، أنه لن يكون هناك علاقات طبيعية بين تركيا وإسرائيل في حال لم توقف الأخيرة الظلم على قطاع غزة.

 

المساهمون