واشنطن أبلغت القاهرة بعملية اغتيال رفاعي طه

22 ابريل 2016
يُعتبر طه من مؤسسي "الجماعة" (موقع الجماعة الإسلامية)
+ الخط -
تكشف مصادر رسمية مصرية كواليس جديدة متعلقة باغتيال القيادي السابق في "الجماعة الإسلامية" المصرية، رفاعي طه، الذي أُعلن عن مقتله في 7 أبريل/ نيسان الحالي، في عملية نفّذتها طائرة من دون طيار تابعة لقوات التحالف الدولي في سورية، أثناء خروجه من اجتماع مع قادة أحد الفصائل المعارضة المسلحة في مدينة إدلب (شمال سورية). وتشير المصادر إلى أن "جهازاً سياديّاً مصريّاً وافق على طلب أميركي بتنفيذ عملية الاغتيال على الرغم من أن طه ليس مدرجاً على أي من قوائم المطلوبين، سواء المحلية أو الدولية، وغير مطلوب على ذمّة أي من القضايا داخل مصر، بخلاف كونه معارضاً لنظام الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي".

وتوضح المصادر ذاتها أنّ طه لم يكن هو المقصود بالعملية "إنّما اثنان من مرافقيه الأربعة الذين استقلوا السيارة معه"، موضحة أنهما على قائمة الجهاديين المطلوبين وفقاً للقائمة الأميركية. وتلفت هذه المصادر إلى أنّ "كون طه ليس مدرجاً على قائمة المطلوبين للولايات المتحدة، دفع واشنطن لإبلاغ الجانب المصري باستهدافه كإجراء احترازي، وهو ما رحّب به الأخير على الفور"، بحسب المصادر.

وتؤكد المصادر في "الجماعة الإسلامية" أنّ "طه كان في مهمة لتقريب وجهات النظر بين الفصائل الإسلامية المقاتلة في سورية، لما له من تقدير من جانب عدد كبير من القيادات الجهادية، نظراً لتاريخه السابق في أفغانستان والسودان. كما تشير هذه المصادر إلى أنّ تركيا احتجت، رسمياً، على مقتل طه، لدى الولايات المتحدة، بصفتها عضواً في التحالف الدولي.
وتشير المصادر إلى أن الاعتراض التركي، جاء نظراً لكون رفاعي مواطناً مقيماً على أراضيها، ودخل إلى سورية عبر حدودها بطريقة رسمية.

رفاعي أحمد طه، من مواليد عام 1953 في محافظة أسوان، أقصى جنوب مصر، وانتظم في كلية التجارة في جامعة أسيوط، وهو من الجيل الأول الذي قام بدور هام في تأسيس "الجماعة الإسلامية". ويعد طه ممّن شملتهم قرارات 3 سبتمبر/ أيلول عام 1981، التي أصدرها الرئيس الراحل أنور السادات، وشملت توقيف 1536 شخصية سياسية ودينية. وظلّ طه فارّاً من الملاحقة، حتى وقع حادث اغتيال الرئيس السادات في 6 أكتوبر/ تشرين الأول من العام ذاته، وتم القبض عليه يوم 16 أكتوبر/ تشرين الأول في القاهرة. واتُهم طه في قضية تنظيم الجهاد الكبرى، وحكم عليه بالسجن 5 سنوات، قضاها ثم خرج من السجن متنقلاً بين دول عدة، من بينها أفغانستان في فترة الثمانينيات، والتي كان لـ"الجماعة الإسلامية" معسكراً جهادياً فيها، آنذاك.

وتمكّنت الاستخبارات المصرية عن طريق الإنتربول الدولي من القبض على طه في مطار دمشق، عند وصوله إليه "ترانزيت" في رحلة بين السودان وأفغانستان. تم ترحيله إلى القاهرة عام 2001، وسجن لأشهر عدة. تم إخلاء سبيله من محكمة جنايات بني سويف بعد ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، بعدما قضت ببراءته ضمن أربعة من قادة "الجماعة الإسلامية" المحبوسين على ذمة قضية "العائدين من ألبانيا". عقب فض اعتصام "رابعة" والنهضة" لأنصار الرئيس المعزول، محمد مرسي، في 14 أغسطس/ آب 2013، كشف طه في تصريح نشره موقع حزب "البناء والتنمية" بعد أشهر من مغادرته البلاد، عن أنّه يعيش في مدينة إسطنبول التركية.


المساهمون