تبدأ اللعبة حين يقف الجميع في صف أفقي. يشارك فيها تسعة أشخاص بينهم أم وليد، اللاجئة السورية في لبنان. هي متزوجة وتعيل أسرتها وحدها، علماً أن لديها خمسة أولاد. سلمى، وهي محامية ومستشارة قانونية تشارك أيضاً. وهناك اللاجئ السوري أسعد، المسؤول عن إعالة عائلة كبيرة في لبنان، والحاج بلال، وهو شخصية لها قيمتها في قريته، وعادة ما يقصده أهالي القرية للاستشارة وطلب المساعدة. أيضاً رئيس شركة الاتصالات الأعزب رامز، بالإضافة إلى نور وجمال وأمل وزياد. نور فتاة سورية في عمر المراهقة، وجمال هو شقيقها الذي يكبرها بعامين، ويعيش كلاهما في لبنان. أما أمل، فهي امرأة لبنانية تعيش عند أطراف أحد المخيمات مع زوجها، وقد هاجر جميع أولادها إلى الخارج. بقي زياد الذي يعيش في نفس الحي الذي تسكنه أمل، ويعمل أجيراً.
إذاً يقف الجميع في صف واحد. أم وليد وسلمى وأسعد والحاج بلال ورامز ونور وجمال وأمل وزياد. وبحسب شروط اللعبة، على المشاركين الإجابة على مجموعة من الأسئلة. من يكون جوابه إيجابياً، يتقدم خطوة إلى الأمام. ومن يشعر بأن جوابه سلبي، أو أنه عاجز عن القيام بالأمر، يتراجع خطوة إلى الوراء. أما إذا كان المشارك غير متأكد من جوابه، فيمكنه أن يبقى مكانه.
انتهت اللعبة حين صارت أم وليد في آخر القاعة، فيما بات الحاج بلال ورامز في المقدمة. أسعد كان يتقدم أم وليد ببضع خطوات، يسبقه زياد. نور لم تكن إيجابية، وقد تراجعت خطوات عدة إلى الوراء. أما سلمى، فقد تقدمت خطوات إلى الأمام لكنها بقيت خلف الحاج بلال ورامز.
كانت الأسئلة على الشكل التالي:
هل يمكنني الوصول للعدالة القانونية في حال الطلاق أو الحضانة؟
هل يمكنني السير بمفردي في الشارع في ساعات متأخرة؟
هل يمكنني المشاركة في الاجتماعات المسائية المهمة في المجلس البلدي؟
هل يمكنني الترشّح للانتخابات البلدية؟
هل يمكنني تقرير مصيري بنفسي في حال الزواج أو السفر؟
هل يمكنني منح جنسيتي لأسرتي في حال تزوجت من جنسية أخرى؟
لم يلعب أحد هذه اللعبة، لكنها تتحقق في مجتمعنا بشكل يومي. الشخصيات المذكورة هي شخصيات وهمية، وإن كانت تشكل نماذج تعكس التفاوت في تحقيق العدالة الاجتماعية والجندرية. ليست كل النساء في خانة واحدة، فيما يتفاوت تحقيق الرجال للعدالة. لكن من دون شك، يبقى هناك امتياز ذكوري، يتمثل في تحقيق الرجل بعض المكاسب المجتمعية والقانونية، فيما لا تحصل بعض النساء على ترف تجربة شعور كالحصول على هذه المكاسب أو جزء منها.
(ناشطة نسوية)
اقرأ أيضاً: أكثر من لعبة