هيئة الصحافيين السعودية: عودة للحرس القديم

05 نوفمبر 2016
3 صحافيات فزن بمقاعد داخل الهيئة (العربي الجديد)
+ الخط -
خالف الصحافيون السعوديون كل مطالباتهم بالتغيير ومنح الفرصة للشباب بعد أن قرروا انتخاب مجلس إدارة جديد لهيئة الصحافيين، الأربعاء الماضي، مكوّن في غالبيته من الحرس القديم، ومن كبار الصحافيين سناً ومركزًا، ضاربين عرض الحائط بدعواتهم إلى التجديد. كما أن 1762 صحافيًا فقط شاركوا في التصويت على الرغم من وجود أكثر من ستة آلاف صحافي عاملين في السعودية. 

وابتداءً من الخميس، خلف خالد المالك، رئيس تحرير جريدة "الجزيرة"، تركي السديري الذي كان يرأس جريدة الرياض، والإثنان بدأا العمل الصحافي معا قبل أكثر من 45 عاماً. كما تم انتخاب فهد آل عقران رئيس تحرير جريدة "المدينة" نائباً للرئيس، فيما سيكون المجلس من كل فهد العبدالكريم، وأسمهان الغامدي، ومنصور الشهري ومحمد الحارثي وفاطمة آل دبيس مع عبدالوهاب الفايز وخالد بو علي وناهد باشطح وعثمان الصيني وسعود الغربي. واللافت في الانتخابات أنها خلت من الشباب الذين كانوا الفئة الأكبر في المجلس السابق، كما أن الصحافيات الثلاث اللواتي ترشحن فزن جميعًا بالعضوية الجديدة.

وحاز رؤساء تحرير "الجزيرة" و"الرياض" و"المدينة" و"عكاظ" و"اليوم" الأصوات التي تؤهلهم لدخول المجلس، على الرغم من أن الهيئة مخصصة لحماية الصحافيين من تعنت رؤساء تحريرهم بالدرجة الأولى.
وستكون أمام المجلس الجديد للهيئة تحديات كبيرة، أهمها جمع شمل الصحافيين وإعادة الثقة في
هيئتهم، التي اتهمت مرارًا وتكرارًا بأنها لا تفعل لهم شيئا، وأن يكون للهيئة شخصية اعتبارية ملموسة، من أجل تعزيز أصول المهنة وإخراج كل من لا ينتمي لها.

فقبل 15 عامًا، عند الإعلان عن إنشاء هيئة الصحافيين السعوديين، كانت الآمال بأن تكون ذات شخصية قوية، تحمي الصحافيين من التجاوزات، والإهانات التي يتعرضون لها. ولكن منذ ذلك الحين لم تفعل الكثير. ويؤكد أستاذ الإعلام، الدكتور خالد الحسين، أن الهيئة ومنذ إنشائها لم تفعل شيئاً يستحق الذكر، ويقول لـ"العربي الجديد": "كانت مثار نقد كبير، واتهامات لا تحصى بالتقصير. فعلى الرغم من تعرض الصحافيين للكثير من القضايا والمشاكل، لم تتدخل في واحدة منها، وحتى عندما تعرض عدد كبير من الصحافيين للفصل التعسفي وقفت في صف الصحف، لكون مجلس إدارتها مكونا من رؤساء التحرير، أي أنهم كانوا الخصم والحكم في وقت واحد". وبحسب الحسين لم تتجاوز الهيئة كونها مبنى كبيرا، لا يتم فتحه إلا لاجتماعات مجلس الإدارة النادرة، والانتخابات فقط.

من جهته، يستغرب المتحدث الرسمي السابق لوزارة الإعلام الدكتور سعود كاتب من رفض الصحافيين للتغيير، وإعادة الحرس القديم للمجلس. ويقول: "عجيب، الصحافيون هم أكثر المطالبين بالتغيير ومنح الفرص للشباب، وحين جاء التصويت صوتوا للجيل القديم جدا؟ فهل من تفسير".

في الاتجاه ذاته، يؤكد الإعلامي في قناة "العربية" أحمد السهيمي أنهم كصحافيين كانوا بحاجة
لأسماء أكثر شبابا تماشيا مع الرؤية الوطنية. ويضيف: "نريد أن يبقى الصحافيون الرائعون كبارا في مواقعهم دون الحاجة لتقديرهم بمسمى مدير أو سكرتير، كبير الصحافيين أفخم وأولى"، مشددا على أن "أهم مطالب الصحافيين هي الاهتمام بالمراسل الميداني وصحافيي الديسك المظلومين بالعموم، وترتيب حوافز للصحافيين في مواقعهم ماديا وبالأقدمية".

واستغل عدد كبير من الصحافيين وسم #انتخابات_هيئة_الصحافيين في انتقاد نتيجة الانتخابات، على الرغم من أنهم هم من أوصلها لهذه النتجية، فكتب هادي الزيادي: "نطالب وزارة الإعلام بمنع الترشح في الهيئات المتخصصة بالإعلام لغير المتخصصين بالإعلام، فهل سمعتم بنجار يمارس الطب". وأضاف فهد القباه منتقدا عمل الهيئة: "لها سنوات من دون مميزات أو حوافز للأعضاء، نقابة الصحافيين بمعظم الدول تعمل بمنظومة وأدوارها يُعمل بها". وفي ذات الاتجاه قال مبارك الرباح: "تظل انتخابات "#هيئة_الصحفيين_السعوديين" مجرد استمرار للركض على محيط الدائرة".

من جهتها، انتقدت العضوة الجديدة للهيئة ناهد باشطح الانتقادات، مطالبةً بالصبر لحين بدء العمل: "عندما أقرأ الآن تغريدات ضد هيئة الصحافيين فيها استهزاء أتساءل كيف يمكن الحكم على مجلس إدارة عمره لم يتجاوز ساعات، قليلا من الصبر ثم يمكن الحكم".