هموم شعرية: مع عمّار مرياش

19 يوليو 2018
(الشاعر، تصوير: محمد الزاوي)
+ الخط -
تقف هذه الزاوية مع شاعر عربي في علاقته مع قارئه وخصوصيات صنعته ولا سيما واقع نشر الشعر ومقروئيته.

■ من هو قارئك؟ وهل تعتبر نفسك شاعراً مقروءاً؟
- شخصياً، أعرف من قرّاء شعري أشخاصاً من مختلف الشرائح والمستويات. أعتقد أنني شاعر محفوظ في القلوب.


■ كيف هي علاقتك مع الناشر، هل لديك ناشر وهل هو الناشر الذي تحلم به لشعرك؟
- نشرت في الجزائر وتونس وفرنسا. برأيي، الناشر بالمفهوم الكلاسيكي مات، أو قُتل، أو حطّمته الحكومات والجمارك وقواعد التسويق الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي أيضاً. كلّا لم أجد ناشري بعد.


■ كيف تنظر إلى النشر في المجلّات والجرائد والمواقع؟
- ليت أن هناك مجلّات وجرائد تهتم بالشعر. أين هي؟ هناك بعض المواقع نعم، ولكنها غير كافية وليست هامّة للغاية. أنا أحلم بمواقع جيّدة جداً يمكن متابعتها برغبة وفرح وانتظار كل جديد فيها.


■ هل تنشر شعرك على وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف ترى تأثير ذلك في كتابتك أو كتابة زملائك ممّن ينشرون شعرهم على وسائل التواصل؟
- أحياناً، أنشر على يوتيوب. أما فيسبوك وتويتر، فهما نظامان رائعان، ولكن للتعازي والمجاملات والأخبار والتواصل، وليس للشعر.


■ من هو قارئ الشعر العربي اليوم في رأيك؟
- في أغلب الأمسيات الشعرية التي أُقدّمها يُدهشني تفاعل الجمهور، ذوقه، مستوى مداخلاته. ليس هناك نموذجٌ محدّد لقارئ الشعر في اعتقادي... قارئ الشعر هو أي شخص.


■ هل توافق على أن الشعر المترجَم من اللغات الأخرى هو، اليوم، أكثر مقروئية من الشعر العربي، ولماذا؟
- كلّا، ليس صحيحاً. بشكلٍ عام، الشعر الجيّد هو الأكثر وصولاً، خصوصاً في لغته الأصلية. الشعر يفقد الكثير بالترجمة. أمّا إذا كنت تقصد شعراء أمثال طاغور ورامبو وت. س. إليوت، فمقروئيتهم عاليةٌ لأنهم خارقون.


■ ما هي مزايا الشعر العربي الأساسية وما هي نقاط ضعفه؟
- موسيقية اللغة العربية وهندستها تسمحان بالتنوّع اللانهائي للشعر. ولكن الكثير من المؤسّسات الثقافية تقتل الشعر.


■ شاعر عربي تعتقد أن من المهم استعادته الآن؟
- الأخطل الصغير، والأخضر بن خلوف، وسي محند أُو محند. ولكن، من الهام جدّاً أن نهتم بالأحياء أوّلاً، قبل أن نضطر لاستعادتهم. أذكُر هنا الشاعر الجزائري القدير عثمان لوصيف، الذي غادرنا في صمت قبل أيام.


■ ما الذي تتمنّاه للشعر العربي؟
- لا أتمنّى. أنا اشتغل على التنويع والجدّة والبساطة في الشعر العربي من أجل قصيدة تملأ العين والقلب والذاكرة... قصيدة يُحلَمُ بها وتُنتظر كما العشيق برهبة وفرح.


بطاقة
شاعرٌ جزائري مقيم في باريس، من مواليد مدينة البُليدة قرب الجزائر العاصمة سنة 1964. من دواوينه: "اكتشاف العادي" (1993)، و"لا يا أستاذ" (1996)، و"الحبشة" (2010). حاز عدداً من الجوائز الشعرية؛ مثل "جائزة مفدي زكريا المغاربية" (1993)، وتُرجم عددٌ من أعماله إلى لغاتٍ أُخرى، كالفرنسية والإسبانية.

المساهمون