هل ينجح أولياء أمور مصر في تمردهم؟

30 يونيو 2015
يدعون لتأهيل المدرسين لكيفية التعامل مع الطلبة (Getty)
+ الخط -
لم يجد أكثر من 40 ألف ولي أمر هم أعضاء مجموعة "تمرد على المناهج التعليمية" غير وسيلة التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أداة لنشر دعوتهم والتعبير عن مقترحاتهم لتطوير المنظومة التعليمية باستخدام برامج الفوتوشوب والغرافيك المبسطة، بعد أن انقطعت السبل بهم في وسائل الإعلام التقليدية ولم تجد دعوتهم من يستجيب لها في البرامج التلفزيونية الشهيرة أو في أعمدة وصفحات الجرائد المطبوعة، فقد انشغل الجميع بالحدث السياسي تاركين هموم المواطن اليومية فريسة للإهمال والتجاهل.

7 ربات بيوت
مطالب مؤسسات حملة "تمرد على المناهج التعليمية" البالغ عددهن 7 أغلبهن "ربات منزل" واضحة، وقد لخصوها في عشرة مطالب أساسية تعبر عن معاناتهن وتطلعاتهن للتغيير، ينتمون للطبقة المتوسطة اجتماعياً، يلتحق أبناؤهم بمدارس خاصة تطبق عليهم مناهج وزارة التربية والتعليم المصرية.

ترفض مؤسسات الحملة ربطهن بحركة تمرد السياسية، ويشددن على أنهن لا ينتمين إلى أي حزب سياسي، ولن يستخدمن المظاهرات أو جمع التوقيعات وسيلة للضغط على تنفيذ مطالبهن بإصلاح التعليم، ولكنهم سيستخدمن وسائل التواصل الاجتماعي لدعوة أولياء الأمور لتبادل الآراء وتجميع المطالبات والمقترحات ومن ثم رفعها للمسؤولين على أمل أن يجدن استجابة.

10 مطالب
تقول سماح أبوبكر إحدى مؤسسات الحملة: مطالبنا تتلخص في 10 نقاط أساسية؛ أولها ضرورة تعديل المناهج بما يتناسب مع سن الطالب وقدراته وكذلك مع المدة الزمنية للفصل الدراسي، مع ضرورة الاهتمام بالطالب نفسياً وفكرياً حتى لا يكره التعليم.

وتضيف "سماح": ولا بد أيضاً من إلغاء نظام أعمال السنة حتى لا يكون التلميذ تحت سطوة مدرس الفصل، وتقسيم السنة إلى أربعة فصول دراسية، وعدم إضافة مواد الرسم والأنشطة للمجموع، ودراسة مادة الكمبيوتر بتطبيقات حديثة وعدم الاكتفاء بالتلقين النظري للمادة.

وتشير "سماح" إلى أن أهم المطالب التي تدعو لها الحملة هي تأهيل المدرسين لكيفية التعامل مع الطلبة، خاصة تلاميذ المرحلة الابتدائية وتدريبهم على توصيل المعلومة بطريقة شيقة وجذابة، وتنظيم جدول الامتحانات بحيث تكون هناك مادة كل يوم بدلاً من الوضع الحالي في أن يشمل اليوم أكثر من مادة، ومعاقبة واضعي الامتحانات الذين صدرت بحقهم شكوى بسبب وضعهم أسئلة خارج المنهج أو أسئلة في غير مستوى الطالب العادي؛ لأن عاقبة ما اقترفوه ليست في المادة الخاصة بهم فقط، ولكن في الأثر النفسي السلبي الذي يقع على الطالب ويؤثر على أدائه في بقية الامتحانات، وأخيراً الاهتمام بحصص الأنشطة وتنمية المهارات لتفجير الطاقات الإبداعية للتلاميذ.

جرس إنذار
بدورها تقول هدى رشاد؛ عضوة في الحملة وأم لولدين أحدهما في المرحلة الابتدائية والآخر في المرحلة الثانوية: هدف الحملة منذ البداية هو أن تكون وسيلة ضغط وجرس إنذار نعبر به نحن أولياء الأمور عن اعتراضنا عما وصل إليه حال التعليم في مصر، فمطالبنا معقولة وقابلة للتنفيذ، فنحن نريد تطوير المناهج بشكل تدريجي، نريد إصلاح المنظومة التعليمية المصرية بشكل كامل، ولكن بدأنا من خلال هذه الحملة بالمطالبة بإصلاح حال التعليم الخاص كخطوة على الطريق إصلاح التعليم الحكومي.

وتضيف: "الدافع من وراء انضمامي لهذه الحملة هو تحريك المياه الراكدة بشأن ملف إصلاح التعليم في مصر، فإذا كنا نحن وأبناؤنا الملتحقون بالتعليم الخاص الذي ندفع أموالاً مقابل تعليم أبنائنا فيه ونعاني من سوء المناهج التعليمية بهذا الشكل، فما بالك بطلاب التعليم الحكومي المدعوم من الدولة"، مشيرة إلى أن الوضع سيئ ويريد من يتبناه ويؤمن به من أجل مستقبل أفضل لهذا الوطن.

أنشطة قادمة للحملة
وتشدد هدى على أن من الأنشطة القادمة للحملة تقديم مقترح محدد يضم المشكلات الموجودة في المناهج والسعي لمقابلة وزير التربية والتعليم لطرح السلبيات التي رأيناها في المنظومة التعليمية عليه، والتي تسببت في زيادة المشكلات التعليمية لدى الطلبة وبالتالي عدم الوصول بالتعليم للهدف السامي وهو إنشاء أجيال مثمرة ومنتجة تفيد نفسها وتفيد وطنها.

وتستقبل الحملة عدداً من المقترحات المهمة لأولياء الأمور لإضافتها إلى المطالب العشرة التي تتبناها الحملة، منها ما طرحته منى البدري وعبرت عنه بقولها: "لو كتاب المدرسة شرحه مفهوم ووافي وبالتفصيل ومش ممل أكيد مفيش داعي للكتب الخارجية، ويتم تفعيل دور المدرس في مساعده الأولاد في البحث عن المعلومة بدون تعقيد وبشكل مفهوم للطفل، بما يتناسب مع عقلية الطفل العمرية وأكيد هايختفي وقتها شبح الدروس الخصوصية".

هذا ويزداد أعداد المنضمين إلى الحملة كل يوم، بعدما لاقت رواجاً وانتشاراً على صفحات التواصل الاجتماعي من خلال عدد كبير من الصور و"الإفيهات" التي تلاقي صدى لها عند أولياء الأمور، ويأمل القائمون على الحملة أن تؤتي الحملة ثمارها قريباً وأن يلتفت إليها المسؤولون والإعلاميون الذين لا شأن لهم سوى تخريب العقول.

التعليم قبل الجامعي
وتشير الإحصاءات الصادرة عن النشرة السنوية للتعليم قبل الجامعي لعام 2013/2014 الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر إلى أن إجمالي أعداد التلاميذ في مراحل التعليم قبل الجامعي 20.6 مليون تلميذ عام 2013/2014، وبلغ إجمالي عدد المدرسين في نفس العام 1.1 مليون مدرس.

كذلك تذكر النشرة أن أعداد مدارس التعليم الابتدائي بلغ عددها 17.6 ألف مدرسة، فيما بلغ أعداد التلاميذ بالمرحلة الابتدائية 11 مليون تلميذ، وبلغ عدد المدرسين في المرحلة الابتدائية 466.4 ألف مدرس.
بينما بلغت أعداد مدارس التعليم الإعدادي 10.9 آلاف مدرسة، ويبلغ أعداد التلاميذ فيها 4.8 ملايين تلميذ، فيما بلغ عدد المدرسين 288.8 ألف مدرس.
وأوضحت النشرة أن نسبة التسرب من التعليم في العام الدراسي 2013/2014 في المرحلة الابتدائية بلغت 0.8%، فيما بلغت نسبة التسرب من التعليم في المرحلة الإعدادية 4.9%.

اقرأ أيضا:
طلبة الصين.. لا "اختبارات" بعد اليوم
أيها التلميذ... "وما رأيك؟"
المناهج بعد الثورات العربية.. أدلجة وتغيير لا يذكر
عالم عربي واحد تفرّقه مناهج "الرياضيات"
سها السمان: الفروق التعليمية بين الغرب والشرق كارثية
المساهمون